تعلن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم اليوم في حدود الساعة الثانية زوالا بالعاصمة المصرية القاهرة، عن اسم البلد الذي سيحظى بشرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، بعدما سبق للهيئة الكروية القارية منح تنظيم طبعات 2019 و2021 و2023 للكامرون وكوت ديفوار وغينيا على التوالي. تنتهي فترة الترقّب بشأن التعرّف على هوية البلد الذي سيخلف ليبيا في تنظيم الدورة المقبلة التي سترسو على ثالث بلد في ظرف قياسي، كون ”الكاف” منحتها في المرة الأولى لجنوب إفريقيا مقابل منح ليبيا شرف تنظيم دورة 2013، قبل أن يتم تبادل تنظيم دورتي 2013 و2017 بين ليبيا وجنوب إفريقيا لأسباب تتعلق بالجانب الأمني نظرا للأوضاع في ليبيا. وعقب إعلان ليبيا عن الانسحاب من تنظيم دورة 2017 أيضا، وجدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم نفسها مضطرّة للبحث عن بلد ثالث، وبعثت الصراع من جديد بين عدة بلدان، منها الجزائر التي خسرت رهان الظفر بإحدى الطبعتين في 2019 أو 2021، ووجدت في طبعة 2017 التي أعيد فتح ملفات الترشح لها استثناء، فرصة للتدارك وسط ظروف استثنائية أيضا ميزت العلاقة بين عيسى حياتو رئيس ”الكاف” ومحمّد روراوة رئيس ”الفاف”، شهدت توترا غير مسبوق، كان سببا، حسب مصادر قريبة من الهيئة الكروية القارية، في جعل الجزائر تخسر رهان تنظيم إحدى الطبعتين في 2019 و2021 رغم ثقل الملف الجزائري. ويستفيد الملف الجزائري، قبل الإعلان عن خيار أعضاء المكتب التنفيذي ل”الكاف”، من معطيات جديدة أفضى إليها خيار حياتو فتح جبهات صراع مع اتحادات شمال إفريقيا، خاصة أمام المغرب وتونس، حيث قدّر الكامروني الذي هدّد في الكواليس بحرمان الجزائر من تنظيم ”كان 2017” أيضا كعقاب لروراوة، بأنه وجب إحداث تغييرات استراتيجية على سياسته، من خلال التراجع عن معاقبة تونس وقبول قرار ”التاس” بإعادة إدماج المغرب، ما يبعث على الاعتقاد بأن حياتو، الرجل القوي في ”الكاف” والآمر الناهي بشأن كل القرارات المتخذة، سيفتح صفحة جديدة مع الجزائر، على أن يجعل من منح الجزائريين شرف تنظيم الدورة المقبلة عربون صداقة. وتعتبر دورة 2017 منعرجا مهما في علاقة حياتو مع الجزائر، ومنعرجا حاسما أيضا لرئيس ”الفاف” محمّد روراوة للحفاظ على هيبة الجزائر قاريا وتعزيز مكانته كرجل قوي في الساحة الكروية الجزائرية والقارية والدولية، خاصة أن ملف الجزائر يعتبر الأثقل من جميع النواحي، لتوفر الملاعب الجديدة (تبقى قيد الإنجاز) على مقاييس عالمية في براقي ووهران، وإعادة تهيئة ملعبي 5 جويلية بالعاصمة و19 ماي 1956 بعنّابة، فضلا عن وفرة الفنادق وشبكة المواصلات وغيرها من النقاط المطلوبة في دفتر الأعباء. كما أن الجزائر لم تظفر بشرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا سوى مرة واحدة فقط سنة 1990، وهي الدورة التي شهدت نيل الجزائر أول وآخر لقب قاري، بينما نظّمت الغابون دورة 2012 مناصفة مع غينيا الاستوائية، وغانا دورة 2008، ومصر دورة 2006، ما يعني بأنه من حق الجزائر تنظيم ثاني دورة بعد مرور ربع قرن من الزمن.