يصاب الشخص أحيانا بضرر خاص يتمثل في بروز عضو معين وابتعاده عن مكانه الأصلي، سواء تعلق الأمر بالعظام مثل الفقرات أو بالأحشاء مثل المعدة أو الأمعاء أو بالجهاز العصبي وغيرها. ينبغي في مثل هذه الحالة الشروع فورا في معالجة العضو، حيث يكون الأمر سهلا وقابلا للشفاء، أما في حالة عدم الانتباه للضرر والسهو أو اللامبالاة أو جهله فقد يسبب ذلك مضاعفات أخطر وصعبة الشفاء مع تفاقم الضرر نفسه وتزايد معاناة صاحبه. ونشاهد ذلك كثيرا عند العامل الذي يقوم بعمل شاق ومتعب، والذي يتطلب جهدا، كعمال البناء أو ناقلي البضائع في الموانئ أو عمال المناجم. وقد يظهر ضرر على مستوى المناطق الضعيفة من الجسم كجدار البطن أو منطقة الحالب أو الفخذ أو العمود الفقري وغيرها التي تبقى عرضة للفتق في أي لحظة، حيث يلاحظ المصاب بروز جزء من عضو معين خارج مكانه الطبيعي، وهذا غالبا ما يحدث عبر نقطة ضعف طبيعية، أي عبر فتحة أو فراغ، مسببا أوجاعا أحيانا لا تطاق حسب مكان وقوع الفتق. وكثيرا ما يتطور هذا الضرر خفية دون أن ينتبه له صاحبه، كما يبقى أحيانا صعب التشخيص، وهذا ما يعرّض الضرر إلى البرم أي التواء العضو على نفسه الذي يؤدي إلى وفاة الأنسجة المتضرر، معرضا وظائف هذه المنطقة إلى الإتلاف، لأن البرم يمس كلا من النسيج والأوعية الدموية والأعصاب. كما يمكن مشاهدة بروز الأمعاء إلى الخارج على مستوى السرة بسبب ضعف هذه المنطقة وهشاشتها، أو على مستوى الحالب الذي يصيب أكثر الرجل بسبب تراخي عضلات أسفل البطن أو على مستوى الثقب الذي يسمح بمرور المرئ من الصدر إلى البطن، الذي كثيرا ما يتسبب في توغل المعدة داخل الصدر أو أيضا على مستوى العمود الفقري، حيث يمكن للقرص ما بين الفقرات أن يبرز إلى الخارج ويضغط على النخاع الشوكي. كل هذه الأضرار بحاجة إلى رعاية طبية سريعة، والمتمثلة في عملية جراحية تسمح بتصحيح الضرر قبل تفاقمه وخلقه مضاعفات قد تعرّض الشخص للخطر.