شهد مستشفى إسعد حساني في بني مسوس بالعاصمة منذ جانفي الماضي، إجراء عشر عمليات زرع للكلى لمرضى غالبيتهم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة، عانوا لسنوات من داء القصور الكلوي، علما أنه تم منذ 2007 إجراء 160 عملية زرع للكلى بذات المستشفى أشرف عليها فريق طبي شاب متخصص في الجراحة الدقيقة. في الوقت الذي يقضي فيه آلاف الأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي سنوات من عمرهم تحت رحمة ماكنات تصفية الدم، أضحت عمليات زرع الكلى بالجزائر المتنفس الوحيد الذي يمكّن هؤلاء المرضى من الاستغناء من تبعية مطلقة لآلات باتت موصلهم الرئيسي بشريان الحياة، ويعتبر مستشفى بني مسوس أحد الأقطاب الصحية التي شهدت انتعاش جراحة الكلى منذ عام 2007، حيث أوضح عمار برجوان المدير العام للمستشفى أنه تم منذ عام 2007 زرع 160 كلية لأشخاص بالغين وأطفال منهم من هو دون السنتين، كما تم خلال شهري جانفي وفيفري إجراء 10 عمليات زرع لمرضى غالبيتهم من الشباب، وأضاف برجوان أن الأسبوع الماضي شهد إجراء 5 عمليات زرع كلى. عادل ويوسف شقيقان من مدينة سطيف 22 و23 سنة على التوالي، عانيا منذ سنوات من داء القصور الكلوي، حيث أكد عادل الذي كان يرقد بمصلحة زرع الكلى بعد خضوعه لعملية الزرع منذ أيام أن حياته كانت مرتبطة طيلة 5 سنوات الماضية بجهاز تصفية الدم، مشيرا إلى أنه يشعر أنه ولد من جديد منذ أول يوم بعد عملية زرع كلية تبرعت بها أخته ذات 28 سنة، في حين استفاد يوسف الأخ الثاني الذي خضع لعملية زرع في نفس اليوم بعد أن وهبته والدته 56 سنة كليتها، ما جنبه معاناة الرضوخ لرحمة غسيل كلوي “دياليز” مارسه طيلة أكثر من 5 سنوات. أما محمد (49 سنة) القادم من ولاية الجلفة والذي لم تتردد ابنته الشابة ذات 22 سنة في منحه كليتها، فأكد لنا أنه لم يستوعب بعد فكرة أنه لن يكون له موعد متجدد مع ماكينة تصفية الدم التي عاشرها منذ 20 سنة، مضيفا أن الفضل يرجع لله ثم للفريق الطبي الذي أشرف على عملية الزرع. وكان محسن ذو 9 سنوات القادم من المدية آخر من زرناهم بمصلحة أمراض الكلى لبني مسوس، وكذا أصغر المستفيدين من زرع كلية أمده بها والده، حيث وجدناه منهمكا في أكل وجبة الغذاء، فابتسم وردد وفمه ممتلئ “الحمد لله”، وعن حالته أكد الدكتور علي بن زيان اختصاصي أمراض الكلى والمشرف على متابعة الحالة أن الصغير “محسن” كان يعاني منذ ولادته من مرض وراثي نادر تسبب له مع مرور السنوات في قصور كلوي بلغ أوجه في الأشهر الماضية، حيث خضع للغسيل الكلوي مدة 8 أشهر تقرر بعدها إخضاعه لعملية زرع كلية منحها إياه والده. وتجدر الإشارة إلى أن انتعاش عمليات زرع الكلى بمستشفى بني مسوس يرجع حسبما أدلى به برّجوان مدير المستشفى إلى تكامل الجهود وتضافرها بين فرق طبية متعددة، منها الفريق الطبي الشاب المنتمي لمصلحة الجراحة العامة تحت إشراف البروفيسور شاعو، وفريق جراحة الأطفال الذي يشرف عليه البروفيسور حنطالة جفعر، وكذا مصلحة أمراض الكلى التي يديرها البروفيسور بن عباجي، مؤكدا أن تلك الفرق تمكنت وعلى مدار 7 سنوات من الممارسة من ترقية عملية الزرع التي تعتبر الحل النهائي لمرضى كانت حياتهم متعلقة بتشغيل ماكينة، وبات باستطاعتهم بعد استفادتهم من كلى مزروعة ممارسة حياة عادية مثلهم مثل الآخرين.