لا يبدو أي من الطرفين الفلسطيني أو الإسرائيلي راغبا في التصعيد، بعد ثلاثة أيام من القصف المتبادل وغير المتكافئ، وتحدثت مصادر إعلامية عن التزام الطرفين، أمس، باتفاق تثبيت التهدئة الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2012 بوساطة مصرية. إلا أن مصادر إعلامية أكدت أن الطيران الإسرائيلي شن غارات، في الساعات الأولى من صباح أمس، استهدفت موقعين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ولجان المقاومة الشعبية في جنوب القطاع غزة، ومقرا أمنيا مدمرا بشمال القطاع، فضلا عن قصف أراضٍ زراعية بالمدفعية. من جهته، أدان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، كافة أشكال التصعيد العسكري في قطاع غزة، ومن بينها الصواريخ التي يتم إطلاقها نحو المدن والبلدات الإسرائيلية. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في بيت لحم: “ندين كافة أشكال التصعيد العسكري بما في ذلك الصواريخ”. وأعلن الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، أنه تم أمس الأول التوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وبين إسرائيل بوساطة مصرية. وأوضح داود شهاب لوكالة فرانس برس أن “الجانب المصري أبلغنا بالتوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة بشكل متبادل، وفقا لشروط التهدئة التي تم الاتفاق عليها بعد الحرب الإسرائيلية الثانية على غزة نهاية 2012 وموافقة الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفا أن “فصائل المقاومة ملتزمة بتثبيت التهدئة شرط الالتزام الإسرائيلي الكامل بها”. وبدأت الهجمات المتبادلة يوم الأربعاء الماضي، والتي تعد الأشد منذ عام 2012. ولم تكن هناك وفيات من كلا الجانبين. غير أن تقارير إعلامية ذكرت أن ستة أشخاص من السكان المدنيين في قطاع غزة أصيبوا. على صعيد آخر شارك نحو ألف شخص، أمس، في تظاهرة قرب سفارة إسرائيل في عمان، تنديدا بمقتل القاضي الأردني رائد زعيتر برصاص الجيش الإسرائيلي، مطالبين بإلغاء معاهدة السلام وطرد سفير تل أبيب من المملكة. وانطلقت المظاهرة عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد “الكالوتي” في منطقة الرابية، غربي عمان بالقرب من السفارة الإسرائيلية، بمشاركة الحركة الإسلامية وأحزاب يسارية وقومية وسط إجراءات أمنية مشددة. ورفع المشاركون لافتات كتب على إحداها: “الشعب يريد إلغاء وادي عربة” نسبة إلى اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وأخرى كتب عليها “أغلقوا سفارة الكيان الصهيوني واطردوا السفير انتصارا لدم الشهيد زعيتر”.