عكف مجموعة من الباحثين، في الملتقى المغاربي حول التراث العربي المخطوط في خزائن بلدان المغرب العربي، بجامعة الجزائر2، خلال اليومين المنصرمين، على تشريح واقع المخطوط، باعتباره احد الركائز المهمة التي تساهم في تشكيل والتعريف بهوية شعوب المنطقة. وأجمع الباحثون المختصين، أن وضعية المخطوط في المنطقة ليست مُرضية، حيث عرج رئيس اللجنة التنظيمية، الدكتور صالح بن قربة، على أن المخطوط يعيش عزلتين، الاولى في المخازن، أين يجد الباحث صعوبة كبيرة في الوصول اليه في الصحراء الكبرى، بسبب منعه من طرف العاملين في المخازن، لاتساع فجوة عدم الثقة في الباحثين، والتي غذّتها تعرض بعض المخطوطات للسرقة، مما يؤدي بالباحث الى الاستقرار في المكان لمدة شهر او اكثر، حتى يألفه السكان والقائمين على المخازن، ومن ثم اتاحة له فرصة الاطلاع على المخطوطات، وتمحيصها والتحقيق فيها، واستنساخها. أما العزلة الثانية التي يعيشها المخطوط، أرجعها الدكتور، إلى وأده في رفوف المكتبات الوطنية، والقائمين على المكتبات.وأشار رئيس الجامعة الدكتور حميدي خميسي، إلى أن عين المؤرخ مسلطة إلا على المخطوط ذو الصبغة الدينية، الذي يتطرق الى الزوايا او الاولياء الصالحين، في حين يعاني العلمي من إهمال كبير، رغم ما يحتويه من معلومات تساهم في التعرف على نوابغ سلف سكان المنطقة، بسبب عزوف الباحثين المختصين في المجالات العلمية على تحليلها.كما تطرق المتدخل نفسه، الى أن المخطوطات غير مصنفة بطريقة علمية، وغير معالجة بالمواد والامكانيات التي تقيها من قساوة المناخ والرطوبة التي تؤدي الى اتلافها مع مرور الزمن.