وشوهد أمس سرب من الدبابات الأوكرانية قريبا من مدينة سلافيانسك، أين احتل الانفصاليون مركز شرطة. مازالت الآلة الدبلوماسية عاجزة عن فك خيوط الأزمة الأوكرانية التي أضحت كابوسا يرهق الاتحاد الأوروبي بوجه خاص، والذي راهن كثيرا على جر أوكرانيا في فلكه قصد الحد من النفوذ الروسي في شرق أوروبا، غير أن المبادرة خدمت موسكو بالدرجة الأولى، فانتزعت القرم من يد الحكم الجديد في كييف وتحركت المدن الشرقية مطالبة هي الأخرى بالانفصال. وأمام هذا الانسداد، طلبت كييف من الأممالمتحدة إرسال القبعات الزرق لوقف الزحف الروسي. من جانبه، أعلن الكرملين أن الرئيس بوتين تلقى ”طلبات كثيرة” لمساعدة المناطق في شرق أوكرانيا، وأنه ”يتابع الوضع بقلق”. ومن العاصمة الصينية بكين، حيث يتواجد سرغاي لافروف وزير خارجية روسيا لانتزاع الدعم الصيني في مجلس الأمن والبحث عن سوق بديلة لأوروبا لتسويق الغاز، دعا هذا الأخير كييف إلى الكف عن ”إرسال قوات إلى الجنوب والشرق لضرب المتظاهرين”، لأن ذلك ينسف الفرصة التي تمنحها اللجنة الرباعية ( أوكرانياوروسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي) غدا في جنيف. في هذه الآونة أعلنت شركة غاز عمومية ألمانية عن الشروع في مد أوكرانيا بالغاز وفق اتفاق أبرم في 2012. وفي السياق، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الروسي بوتين إلى إقناع المجموعات المسلحة بوضع السلاح، كما عبر له في مكالمة هاتفية عن قلقه من ”مساندة الحكومة الروسية لأعمال الانفصاليين” لزعزعة حكومة كييف، فيما ندد الأمين العام للحلف ب”الضغط العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية”. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة نشرت 6 مقاتلات ”أف-15” في دول البلطيق و12 ”أف-16” في بولندا، وأعلنت فرنسا وبريطانيا عن إرسال مقاتلات إلى المنطقة الساخنة. وقال الرئيس الأوكراني بالنيابة ألكسندر تورتشيكوف ”إن مشاريع روسيا تبقى عنيفة”، مشيرا إلى رغبة موسكو في ضم كل شرق وجنوب أوكرانيا من خركوف إلى أوديسا. وأضاف أن الهدف من ”عملية مكافحة الإرهاب” التي أطلقها أول أمس هو حماية المواطنين الأوكرانيين، ”وضع حد للرعب، ووقف تجزئة البلد”.