قال المستشار لدى جامعة الدول العربية، ومدير مبادرة متطوعو العرب، عبد الله يحياوي ل“الخبر”، إن العمل التطوعي في العالم العربي يعد الأضعف مقارنة بالدول الأوربية والأمريكية، وهو ما تعكسه الأرقام. فنسبة 80 في المائة من الشباب الأوروبي الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة ينشطون في العمل التطوعي، مقابل 8 في المائة فقط في العالم العربي. وتابع محدثنا قائلا إن للعمل التطوعي بعدا اقتصاديا، باعتباره كيانا اقتصاديا بحد ذاته، إذ يوفر لأمريكا 120 مليار دولار سنويا، وعليه وجب تفعيله في الجزائر، مضيفا أن مبادرات العمل التطوعي في الجزائر نادرة جدا، وترعاها الجمعيات أو السلطات العمومية لعدم وجود هيئة مختصة تتكفل بالمتطوعين وبمشاريع الشباب التطوعية، وكذا عدم وجود غطاء قانوني يحميهم في الجزائر. المتطوع في أوروبا محمي قانونا ومدعم ماديا من جهته، قال رئيس جمعية الفن والإبداع، عبد الكريم بن عمار، ل”الخبر”، إن الجمعية أرادت من خلال هذا الموضوع تسليط الضوء على ظاهرة عزوف فئة الشباب الجامعي عن العمل التطوعي، وعدم انخراطهم في العمل الجمعوي التضامني. كما أن الدافع الأساسي الذي يحفزهم على خوض هذا الميدان، يواصل، بن عمار، هو الجانب المادي فقط، وأن المبتغى من هذا الملتقى هو تحسيس الطلاب بأن ثمار العمل والتفكير الجماعي أهم بكثير من المقابل المادي. وأفاد المتحدث في الإطار، بأن الملتقى استهدف الطلاب وأصبح العمل التطوعي أمرا واجبا وضروريا أكثر من أي وقت مضى في ولاية غرداية المعروف سكانها بتماسكهم وانسجامهم، وهذا من خلال عرض خبرات أجنبية وحتى جزائرية لتكون بمثابة دافع وقدوة لهم، علما بأن العمل التطوعي أصبح مأخوذا بعين الاعتبار في سيرة المترشح أثناء التوظيف. وتركزت مداخلة رئيس جمعية “أمسد” المتواجد مقرها بستراسبورغ الفرنسية، جيلالي كباش، على نماذج تطوعية تضمنها برنامج الاتحاد الأوروبي، وطرق مبادلات التعاون بين الشباب المتطوع في الاتحاد، وكذلك فحوى قانون العمل التطوعي الذي يضمن للمتطوع حماية خاصة وأجرا يُغنيه عن التسول، بالإضافة إلى تسهيل مهامه أثناء تأديته لعمله التطوعي، ومنح الأولوية للبطالين الذين يشاركون في هذا المجال.