دعا مجموعة من تجار الجملة وموزعي اللحوم المجمدة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، إلى التدخل وحث الجزائريين عبر أئمة المساجد على الكف عن تناول اللحم الهندي المستورد، لأنه، على حد قولهم: ”ليس لحما حلالا طيبا، فضلا على أنه مضر بصحة المستهلكين”، بعد أن أكدت تحاليل معهد باستور وجود بكتيريا في اللحوم المجمدة التي استوردتها الجزائر من الهند. قال مجموعة من التجار والموزعين للحوم المجمدة، إن جميع المساعي التي قام بها هؤلاء مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في سبيل وقف استيراد اللحم المجمد، باءت بالفشل ودفعتهم إلى مراسلة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لاتخاذ موقف في موضوع يشغل بال الجزائريين ”ونحن مقبلون على شهر رمضان من خلال الإفتاء بعدم جواز تناول لحم المستورد من الهند”. وسلم هؤلاء ل«الخبر” نتائج تحاليل أجراها معهد باستور، بمصلحة البكتيريا الغذائية، على عينات من اللحوم المستوردة من الهند، بداية أفريل الفائت، وأخذت على عينات من لحوم العجول الهندية التي تمتد صلاحية استهلاكها إلى غاية السابع جويلية 2015، حيث كشفت وجود بكتيريا ”السلمونيلا اس بي بي” بها، مما جعل المعهد يصنفها في خانة المواد غير الصالحة للاستهلاك. وأظهرت التحاليل، تحوز ”الخبر” على نسخ منها، وجود نوعين من البكتيريات الأخرى وبكميات كبيرة في الغرام الواحد، ما جعل منها غير صالحة للاستهلاك، حسب النتائج التي توصّلت إليها مصلحة البكتيريا الغذائية بمعهد باستور. في سياق متصل، وجه موزعون للحوم المجمدة مراسلة إلى وزير الفلاحة والتنمية الريفية يطالبونه بوقف منح تراخيص لاستيراد اللحم الهندي، لأنه أصبح خطرا على صحة المستهلكين، وبشهادة معهد باستور، الذي أكدت نتائجه بأن اللحم الهندي الذي يتم تسويق منه 30 ألف طن سنويا يحمل بكتيريا ”السلمونيلا” و«الإيروبي” ”كولفورم فيسو” و«انايروبي سوفيتو ريدوكتور” التي تصنفها المعاهد العالمية للصحة ضمن البكتيريات القاتلة. ومنذ بداية استيراد اللحوم الحمراء المجمدة من الهند رمضان 2010، تدافع مديرية البيطرة بوزارة الفلاحة والتنمية عن صلاحية المنتوج، وتؤكد أنه تخطى امتحانات المراقبة للمعايير الصحية والنوعية المطلوبة بنجاح، بعد خضوعها لجميع عمليات المراقبة الضرورية من قبل مخبر معهد باستور الجزائر، ويتعلق الأمر بالشهادة الصحية الرسمية التي تمثل دفتر الأعباء الصحية البيطرية المشروطة من قبل الجزائر مرفقة بشهادة التحليل الميكروبيولوجي وشهادة النوعية وشهادة عدم الاحتواء على مواد مشعة وشهادة حلال. ما هي بكتيريا السالمونيلا؟ تتمثل أعراض الإصابة بعدوى السالمونيلا في الحمى والمغص والإسهال، وتظهر في فترة تتراوح بين 12 و72 ساعة بعد أكل الطعام الملوث بالميكروب، وهناك أعراض إضافية قد تظهر مثل القشعريرة والصداع والغثيان والتقيؤ، وتزول هذه الأعراض عادة في غضون 4 إلى 7 أيام، وكثير من الأشخاص المصابين بعدوى السالمونيلا يتعافون بدون علاج وبدون الحاجة لمراجعة الطبيب. ومع ذلك، يمكن أن تهدد عدوى السالمونيلا حياة الرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة (مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية - الإيدز- والسرطان والسكري وأمراض الكلى)، حيث أن هذه الفئات أكثر حساسية نظراً لضعف مقاومتهم للإصابة.