أكد معهد باستور، وجود بكتيريا "السلمونيلا" القاتلة، في اللحوم المجمدة التي استوردتها الجزائر، للاستهلاك الآدمي من الهند خلال شهر رمضان المقبل الذي لا يفصلنا عنه سوى 42 يوما، حيث تبلغ الكمية التي صرحت وزارة الفلاحة باستيرادها 30 ألف طن من اللحوم الحمراء . وتحصلت "البلاد" على تقارير خاصة أجراها معهد باستور، بمصلحة البكتيريا الغذائية، على عينات من اللحوم المستوردة من الهند، بتاريخ 3 أفريل 2014، حيث تم اخذ عينات من لحوم العجول الهندية المجمدة المستوردة من طرف شركة "اينالكا قورصو الجزائر" والتي يمتد تاريخ استهلاكها الى غاية 7 جويلية 2015، اي أنها صالحة لمدة سنة كاملة، أخذ المعهد منها 5 عينات بوزن 125 غراما أثبتت التحاليل وجود بكتيريا "السلمونيلا اس بي بي" القاتلة بها مما جعل المعهد يصنفها في خانة المواد غير الصالحة للاستهلاك. ويضيف تقرير آخر تحوز "البلاد" عليه أجري بتاريخ 27 جانفي 2014 على عينات للحوم مستوردة من قبل شركة "صاحري سيماكس" والتي تم أخذها من قبل مصالح ميناء الجزائر عن وجود بكتيريا أخرى بنسبة 9 في الغرام الواحد حيث صنفها معهد باستور ضمن المواد غير الصالحة للاستهلاك البشري، مع العلم أن هذه اللحوم حسب الوثائق صالحة للاستهلاك إلى غاية 31 مارس 2015. كما أثبتت عينات ثالثة لتحاليل أجراها معهد باستور على كميات أخرى من اللحوم الهندية تستوردها شركة "أغرو ضيف الجزائر" والتي أجريت بتاريخ 7 أفريل 2014 أظهرت وجود نوعين من البكتيريات الأخرى بكميات كبيرة في الغرام الواحد ما جعل منها غير صالحة للاستهلاك حسب تقرير معهد باستور الموقع من طرف رئيس مصلحة البكتيريا الغذائية "ف.م". وفي هذا السياق وجهت "فوزي فود" رسالة إلى وزير الفلاحة والتنمية الريفية بتاريخ 21 أفريل 2014 استلمتها مصالح الوزارة في اليوم نفسه يطالب فيها تاجر الجملة الوزير بضرورة اتخاذ قرار شجاع بوقف استيراد اللحوم من الهند والتي وصفها صاحب الرسالة ب«القذرة"، مؤكدا أن اللحوم المستوردة تتعلق بالجاموس الهندي المملوء ب«الجراثيم" و«الفيروسات". وأكد صاحب الرسالة أن الدليل موجود في تقارير معهد "باستور" الذي أكد وجود ميكروبات وجراثيم وحتى فضلات العمال في المذابح الهندية وتضيف الرسالة التي تحصلت "البلاد" على نسخة منها "يذهبون الى المراحيض ولا يغسلون بالصابون" وذلك في عينة واحدة من صندوق فيه 20 كلغ من اللحم فما بالك ب 1400 صندوق، متسائلا عن سبب عدم تحرك مصالح الوزارة رغم تقارير معهد باستور، مشددا على ضرورة وقف استيراد اللحوم من الهند مثلما كان الأمر في السابق مع لحوم دول أمريكا اللاتينية. وفي الإطار ذاته وقعت مجموعة من تجار الجملة على عريضة أخرى وجهت لوزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري تحصلت "البلاد" على نسخة منها يحذرونه فيها من مواصلة إستراد هذه اللحوم ومواصلة تسويقها للمستهلك الجزائرية التي تهدد البلاد بانتشار الأوبئة الناتجة عن البكتيريا التي تحملها على غرار "السلمونيلا" و«الإيروبي" "كولفورم فيسو" و«انايروبي سوفيتو ريدوكتور" التي تصنفها المعاهد العالمية للصحة ضمن البكتيريات القاتلة. من جهة أخرى وجه 15 تاجر جملة للحوم رسالة إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف بتاريخ 5 ماي 2014 استلمتها مصالح الوزارة في اليوم الموالي حسب الوثيقة التي تمتلكها البلاد والتي وجهت نسخة منها لمدير العرائض برئاسة الجمهورية، جاء فيها "إن المتتبع للحم المستورد من الهند سواء ما تعلق بلونه وطعمه ورائحته ونظافته ناهيك عن الجراثيم والفيروسات التي أثبتتها مراكز الاختصاص كمخابر معهد باستور والأمراض المتنقلة منه "ما جعل تجار الجملة يقفون ضد هذه اللحوم بحجة "ضررها كبير وحرمتها أكيدة". وتضيف الوثيقة التي بحوزتنا أن هذه اللحوم مغشوشة لأنها مستوردة كلحم البقر والحقيقة انها لحم جاموس غير معروف في بلادنا حيث يؤكد التجار أنه لو نضع صورته على واجهات محلات الجزارة لنفر المشتري من اقتنائها جملة وتفصيلا. وتعيد هذه الفضيحة الجديدة لوزارة الفلاحة قضية مصادر اللحوم التي يتناولها الجزائريون خلال الشهر الكريم الى الواجهة حلالا كانت أم حراما وتبقى مصالح النوري هي المتهم الأول والمسؤول الأساسي عن هذا الموضوع