الثقة التي أظهرها وحيد حاليلوزيتش في مطار “كامبانياس” عند وصول الوفد الجزائري، وعدم ظهوره أمام الإعلاميين مضطربا أو متأثرا بضغط الرهان، أظهر نفس الثقة في النفس حين وصل المنتخب إلى مركز سوروكابا، حيث لم يتوان المدرب الوطني في تسطير الخطوط العريضة التي يستوجب عدم تجاوزها خلال التربص الأخير الذي يسبق المباراة الأولى أمام منتخب بلجيكا يوم 17 جوان الجاري. لاعبان في غرفة واحدة وفي الوقت الذي تم الاتفاق بين حاليلوزيتش ورئيس الاتحادية على منح كل لاعب غرفة بمفرده من بين الغرف ال 31 التي تم وضعها تحت تصرف المنتخب الوطني، فإن مدرب المنتخب الوطني اتخذ قرارا جديدا، بمجرد التحاق اللاعبين بالمركز، وطلب جعل كل لاعبين اثنين في غرفة واحدة وأصر على موقفه. وتحدث حاليلوزيتش مع مسؤولي الاتحادية بهذا الشأن، وقدّر بأن تواجد لاعبين اثنين في غرفة واحدة يضمن بالضرورة الحفاظ على تركيز اللاعبين حول المونديال، كون كل لاعب سيجد نفسه برفقة زميل للتحدث عن المونديال والرهان وعن العمل المنجز، بمعنى ضمان التحفيز الدائم لهؤلاء، بينما يرى مدرب المنتخب الوطني بأن عزلة اللاعبين في غرفهم لساعات كثيرة، يمكن أن تؤثر سلبا على روحهم المعنوية وتخرجهم من أجواء المونديال التين دخلوها بمجرد وصولهم إلى البرازيل. ورغم أن بعض اللاعبين كانوا يفضلون التواجد بمفردهم في الغرف، إلا أن مدرب المنتخب الوطني أصر على موقفه وأخبرهم بأن أي إجراء يتخذه يصب حتما في مصلحة المنتخب ويعزز العمل المنجز من الناحية النفسية، ما جعل اللاعبين يقتنعون بضرورة تفادي الخلافات حول جزئيات بسيطة تدخل ضمن صلاحيات المدرب الوطني. متاعب في الليلة الأولى واللاعبون منبهرون ببلاد السامبا الليلة الأولى للمنتخب الوطني بالبرازيل لم تكن عادية، فقد سبق ذلك يوم كامل ببلاد السامبا، كون المنتخب وصل في السادسة صباحا، وكانت فرصة للاعبين لقطع 50 كلم من المطار إلى المركز لاكتشاف، خلال هذه المسافة، جانبا من البرازيل التي يمكن أن تكون بوابة دخولهم التاريخ. وحين وصل اللاعبون إلى المركز واستلموا رسميا غرفهم، انبهر الجميع بالمكان الذي اختارته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بالبرازيل، وظل الجميع يتأمل شساعة وجمال المركز، ويحاول اكتشاف جوانبه وإلقاء نظرة على ميدان التدريبات، حيث تجوّل الجميع منذ اليوم الأول في المركز الذي أبهر الجميع كونه مكانا هادئا ويضمن كل وسائل العمل الضرورية. كما أعجب اللاعبون كثيرا بالأرضية التي ستجري عليها التدريبات، خاصة العشب الطبيعي الذي وصفه الجميع بأنه رائع جدا، وهي الأرضية التي عاينتها “الفيفا” قبل وصول المنتخب وأكدت بأنها أرضية جيدة لا تختلف عن أرضيات الملاعب التي تحتضن المباريات الرسمية في المونديال. ولاحظ اللاعبون أيضا تغير خطاب المدرب الوطني معهم، وبدا من خلال حديثه بأنه يطمح فعلا لبلوغ الدور الثاني، وقال لهم إنه يتعين على كل لاعب التركيز وبأن الضغط لن يقع عليهم كون المرشحين هما بلجيكا وروسيا، ليحرص على تحفيزهم، ما جعل كل اللاعبين يؤمنون بقدرتهم على إحداث المفاجأة، وبأن مباراة بلجيكا هي مفتاح التأهل بنسبة كبيرة. واختلف حاليلوزيتش في موقفه عما كان عليه في “كان 2013”، حين كان متأثرا بالضغط وغير واثق من قدرة المنتخب على تحقيق النتائج، بينما فسر مصدر قريب من “الخضر” بأن حاليلوزيتش يراهن كثيرا على المونديال لرد الاعتبار لنفسه، بعدما اقتنع بأن رئيس “الفاف” لن يجدد عقده. صعوبات للتأقلم في اليوم الأول بما أن اللاعبين خلدوا للنوم خلال رحلتهم المباشرة من الجزائر إلى البرازيل، فإن أغلبهم وجدوا صعوبات كبيرة في النوم خلال الليلة الأولى، ولم يتمكن هؤلاء من التأقلم، خاصة أن الفارق الزمني هو أربع ساعات بين الجزائروالبرازيل، بينما طلب المدرب الوطني من اللاعبين عدم السهر، على أن يتأقلموا في اليوم الموالي الذي سيشهد دخول المنتخب المنعرج الأخير قبل موعد المباراة الأولى. حاليلوزيتش اندهش للتغيير الجذري في المركز تفاجأ المدرب حاليلوزيتش، لدى وصوله إلى مركز سوروكابا، بتغيره الجذري، وبقي مشدوها في البداية ولم يصدق بأن الأمر يتعلق بنفس المركز الذي زاره مع مسؤولي الاتحادية بعد سحب قرعة الدورة النهائية. وظل مدرب المنتخب الوطني يتأمل كل شيء حين طاف بأرجاء المركز، وبدا معجبا للغاية بالمرافق وبالملاعب والقاعة المخصصة لتقوية العضلات. واقتنع، عندما وقف على كل التفاصيل، بأن الخيار كان صائبا، وبأن مسؤولي المركز قاموا فعلا بإنجاز كبير حين تمكنوا من توفير كل ما طلبته منهم “الفاف” خلال الستة أشهر السابقة. وأكثر ما لفت انتباه وحيد حاليلوزيتش، هو الهدوء الذي يخيم على المركز وابتعاده عن الحركة والضوضاء، كما أن عدم اضطرار المنتخب للتنقل إلى ملاعب أخرى لإجراء التدريبات جعلت حاليلوزيتش يبدو راضيا، كون المنتخب سيواصل تحضيراته بعيدا عن الأضواء. ورغم أن حاليلوزيتش لم يعبّر صراحة لمسؤولي الاتحادية عن سعادته بالظروف التي يتواجد فيها المنتخب، إلا أن عدم تقديمه أية ملاحظات أو تحفظات، هو إعلان صريح بأن كل الظروف متوفرة للمنتخب وللطاقم الفني للاستعداد الجيد للمونديال، خاصة أن حاليلوزيتش رفض في وقت سابق مركزا مجاورا له وهو فندق “بيتانغيراس”، كونه لا يتوفر على ملاعب. المركز مفتوح للصحافيين في أوقات محددة حاليلوزيتش الذي فرض إجراءات صارمة خلال التحضيرات، رفض اقتراب الصحافيين أو أي شخص آخر من اللاّعبين، مؤكدا على أنه المسؤول الأول عن الجانب الفني. ورغم أن المركز سيكون مفتوحا للصحافيين في أوقات محددة وتوقيت محدد أيضا، فهذا لا يعني بالضرورة إمكانية اقتراب الموفدين الإعلاميين الجزائريين من اللاعبين أو من المدرب الوطني، حيث سيضطر الصحافيون إلى البقاء في المركز الإعلامي المتواجد داخل المركز المتواجد بعيدا عن الفندق الذي يقيم فيه المنتخب. مجاني وحليش وبوڤرة حلول محور الدفاع يشرع المدرب الوطني في البحث عن حلول في الدفاع خلال الفترة التي سيقضيها في مركز “أتليتيك سوروكابا” تحسبا لموعد مباراة المنتخب البلجيكي، خاصة أن المقابلتين الأخيرتين للمنتخب الوطني أمام أرمينياورومانيا كشفتا عن نقائص فادحة وتركت الانطباع لدى المدرب الوطني بأن نقطة ضعف “الخضر” تتمثل في محور الدفاع. وكشف مصدر قريب من الطاقم الفني بأن حاليلوزيتش سيوظف لاعبين محوريين وآخرين كظهيرين، إضافة إلى مدافع ثالث يلعب متقدما عن ثنائي محور الدفاع وخلف خط وسط الميدان، بغرض غلق المنافذ أمام منتخب بلجيكا الذي يوظف مدربه عادة أربعة مهاجمين. وباستثناء مجيد بوڤرة، المدافع المحوري المخضرم وقائد المنتخب، فإن حاليلوزيتش يبحث عن مدافع آخر يمكن أن يشكّل ثنائيا قويا مع بوڤرة في المحور، حيث سيمنح الفرصة للمدافع رفيق حليش كون الياسين بن طيبة كادامورو لم يقنع كثيرا في المباراة الأخيرة أمام رومانيا في الشوط الأول. أما اللاعب الذي سيتم توظيفه متقدما عن ثنائي المحور، فهو كارل مجاني الذي يرى حاليلوزيتش أنه سيكون لاعبا مهما في التشكيلة التي ستواجه منتخب بلجيكا، حتى يقدم الدعم اللازم لثنائي المحور. إبعاد الإداريين من فندق المنتخب يتواجد بقية أعضاء وفد المنتخب الوطني بعيدا بنحو كيلومترين عن مكان إقامة “الخضر”، كون حاليلوزيتش ألح على البقاء في الفندق مع اللاعبين فقط ومساعديه، بينما تم تحويل الإداريين وبقية أعضاء الطاقم إلى فندق “بيتانغيراس”، الذي يضمن إقامة جيدة للجميع. كما أبعد حاليلوزيتش كل الإعلاميين عن المنتخب وعن اللاعبين، رغم أن الاتحادية تعاقدت مع بعض المؤسسات الإعلامية وباعت لها حقوق نقل كواليس المنتخب، حيث أصر حاليلوزيتش على عدم الأخذ بعين الاعتبار في حسبانه سوى رهان المونديال بعيدا عن أية حسابات أخرى. شرب الماء بكثرة للاسترجاع تحدث المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، مع لاعبيه عن طريقة الاسترجاع بسرعة بسبب الفارق الزمني، حيث طلب منهم شرب الماء بكثرة خلال هذه الأيام، مشيرا خلال اجتماعه بهم بأنه من الصعب أن يتمكنوا من الاسترجاع خلال يوم أو يومين. وقال حاليلوزيتش للاعبيه: “أعرف أن ثمة مشكل الاسترجاع بسبب الفارق الزمني المقدر بأربع ساعات، ويجب انتظار ثلاثة أو أربعة أيام حتى تشعرون بأنكم في أفضل حال، هذا هو التأثير السلبي للفارق الزمني وعليكم شرب الماء بكثرة”. كما سيرتدي اللاعبون الجوارب الخاصة التي ستساعدهم على التخلص من التعب بسرعة، وقدم طبيب المنتخب، ألان سيمون، الجوارب للاّعبين، وتحدث بدوره مع عناصر المنتخب عن هذا المشكل. حصة لتقوية العضلات برمج الطاقم الفني للمنتخب الوطني حصة تدريبية خفيفة بمركز سوروكابا بالبرازيل، وهي ثاني حصة بعدما برمج حاليلوزيتش، يوم وصول المنتخب، حصة للاسترجاع. واقتصرت الحصة التدريبية الصباحية، أمس، على الركض بالميدان الخاص بالتدريبات، قبل أن يتوجه اللاعبون إلى القاعة المخصصة لتقوية العضلات، وقضى فيها اللاعبون نحو ساعة، ليطلب حاليلوزيتش من عناصره العودة إلى غرفهم. وبعد تناول الغداء والقيلولة، تنقل المنتخب الوطني إلى ملعب “والتير ريبيرو” وسط مدينة سوروكابا، من أجل إجراء الحصة التدريبية في الخامسة والنصف زوالا (التاسعة والنصف ليلا بتوقيت الجزائر)، وهي الحصة التدريبية المفتوحة لكل الأنصار من أجل متابعتها، قبل أن يعود المنتخب الوطني من جديد إلى المركز لمتابعة بقية تحضيراته. إمام مسجد الفلاح باسطاوالي يرافق “الخضر” رافق وفد المنتخب الجزائري إمام مسجد الفلاح باسطاوالي، وهو يقيم مع اللاعبين في الفندق، حيث صلى عدد كبير من اللاعبين صلاة الفجر جماعة بالفندق. وكانت الاتحادية، في وقت سابق، قد جلبت راقيا للمنتخب في عهد المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان.