بلا مبالغة، وقف أنصار المنتخب الوطني كرجل واحد، ولم تتوقف حناجرهم عن أداء الأغاني والأهازيج التي اعتاد عليها اللاعبون في السنوات الماضية. وشكّل ما لا يقل عن أربعة آلاف جزائري ديكورا رائعا في ملعب مينيراو، الذي حقق رقما قياسيا في ما يخص عدد المشجعين الذين غصت بهم المدرجات. في مدخل الملعب، كان الأنصار يرسمون أجمل صورة، واستطاعوا افتكاك تأييد ومساندة البرازيليين، وبخاصة الجنس اللطيف، والشبان من كل الجنسيات، وحتى البلجيكيين، كانوا لا يترددون في التقاط الصور وحمل الراية الوطنية، وترديد هتافات “وان تو ثري فيفا لالجيري”، ونفس الشيء حدث مع أجانب آخرين. تفاؤل تحوّل إلى تشاؤم ومثلما جرت العادة، أصيب الأنصار بصدمة عنيفة ولم يستطيعوا ابتلاع الخسارة التي كانت في أعينهم ممنوعة، بالنظر إلى الأداء المقبول الذي قدمه “الخضر” في مباراتي أرمينيا ورومانيا قبل المونديال بسويسرا. من الأنصار من لم يستطع مغادرة الملعب وظل جالسا بمقعده ينتظر جلاء الغضب عنه، ومنهم من استغرق في تحليل أطوار المباراة وكيل الانتقاد للمدرب حاليلوزيتش، لأنه أشرك اللاعب سوداني الذي لم يكن في يومه، وأبقى على جابو في دكة البدلاء. منهم من خرج وهو يلعن أداء “الخضر”، ويقسم بعدم دخول الملعب مجددا، ومنهم من راح يقلل من فداحة الخسارة أمام منتخب بلجيكي كان من الناحية الفنية هو الأفضل بشهادة الجمهور البرازيلي الذي كان يشجع “الخضر” قبل اللاعبين، بعد تعديل البلجيكيين النتيجة وإضافة الهدف الثاني الذي أخرس المدرجات. ولم يجد العشرات من الأنصار من وسيلة للتعبير بها عن تقديرهم لاعبي المنتخب الخصم، إلا الوقوف والتصفيق لهم، وبتبادل التحية مع الجمهور البلجيكي. كانت عودة الأنصار إلى مقرات إقامتهم ثقيلة.. ومنهم من ترجّل مسافة الطريق إلى الفندق، ومنهم من حجز على أول طائرة متوجهة إلى مدينتي ساو باولو أو ري دي جانيرو، في محاولة لنسيان الصدمة وما حدث في ملعب “بيلو أرويزانتي”.