لا يعرف الكثير من محبي كرة القدم، خصوصا البوندسليغا والنادي الأصفر، بوروسيا دوتموند، أن مدربه يورغن كلوب يعد ثاني هداف أسطوري لنادي ماينز الألماني، بعدما حمل ألوانه ل5 مواسم كاملة، وذلك بالرغم من كون البالغ من العمر 47 عاما ابن مدينة شتوتغارت. بدأ التقني الفيلسوف كما يحلو للبعض تسميته، كونه استطاع من إمكانات بسيطة خلق طريقة وتقنية لعب جميلة بكتلة واحدة تدافع وتهاجم معا بطريقة مبتكرة. مسيرته في منصب مدافع، قبل أن يصبح مهاجما، وهو السر الكبير في نظرته للعب، سواء لما يكون ناديه في حالة هجوم أو دفاع، وصار محترفا في عمر ال20 سنة، وتحديدا في الموسم الرياضي 87/ 1988، ملتحقا بنادي آينتراخت فرانكفورتد، لينتقل بعد موسم واحد غير حافل إلى نادي فيكتوريا سيندلينغن، ثم روت فاب فرانكفورت، لينتهي به المطاف إلى الفريق الذي صنع مجده معه وبه ألا وهو نادي ماينز، ويقضي فيه مسيرته الكروية إلى غاية الاعتزال، أين قضى 11 موسما امتد من موسم ال1990إلى غاية 2001م. نشّط يورغن كلوب مع ناديه ماينز 325 لقاء في الدرجة الثانية، من البطولة الألمانية، سجل على مدار الخمسة أعوام 52 هدفا، متقاسما بذلك الشهرة مع نجم الفريق الأول الآخر سيفن ديمونت. مسيرو ماينز رفضوا الاستغناء عن خدمات لاعبهم كلوب بعدما قرر الاعتزال، وعينوه فورا مدربا لنادي الدرجة الثانية الألمانية، ورغم فشله في مهمة تحقيق الصعود على مدار موسمين متتاليين، إلا أن حنكة يورغن وإصراره على النجاح وفق معادلة بسيطة وهي العمل والصرامة والإصرار، مكّنته في النهاية من شرف الصعود إلى البوندسليغا موسم 2004/ 2005م، محققا البقاء بالمركز ال11 لناديه، وذلك بإمكانيات جد بسيطة وبعيدا عن ألمعية نجوم الفرق الكبرى. وأمام كثير التكهنات التي قالت بعودته سريعا من حيث أتى، في موسم 2005/ 2006 حقق يورغن كلوب أكبر إنجاز في تاريخ ماينز، وهو المشاركة في كأس الاتحاد الأوربي بعد حصول الفريق على جائزة اللعب النظيف. وفي نفس الموسم فشل ماينز في البقاء بالدرجة الأولى وسقط مجددا إلى الدرجة الثانية بعد أن احتل المركز 16، وفشل في الصعود موسمين متتالين بعدما حقق المركز الرابع، واستقال متوجها بعدها إلى بوروسيا دوتموند، والجميع يعرف إنجازاته مع هذا النادي الكبير، ومنها مزاحمة الفريق العملاق بايرن ميونيخ في منافستي البطولة والكأس مع التأهل الموسم الماضي إلى المباراة النهائية من أغلى منافسة أوروبية وهي كأس رابطة أبطال أوروبا.