عاد ظهيرة أمس المنتخب الوطني لكرة القدم من البرازيل بعد المشاركة الإيجابية التي سجلها في العرس الكروي العالمي، حيث حطت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمطار هواري بومدين في حدود الساعة الثانية زوالا قبل أن يقوم أشبال المدرب حاليلوزيتش بجولة في العاصمة عبر حافلة خاصة. حظي رفقاء القائد مجيد بوقرة باستقبال الأبطال بمطار هواري بومدين، بحضور أعضاء من السلك الحكومي يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي توجه إلى مكان هبوط الطائرة رفقة وزير الرياضة محمد تهمي ووالي العاصمة عبد القادر زوخ، وكذا اللواء المكلف بالرياضة العسكرية مقداد، من أجل توجيه تحية خاصة لكافة أعضاء المنتخب الوطني عرفانا على الإنجاز الذي سجله المنتخب في نهائيات كاس العالم بالبرازيل. ومثلما كان متوقعا، فقد حظي وصول العناصر الوطنية إلى الجزائر باهتمام إعلامي كبير، كما تنقل مئات المناصرين إلى المطار من أجل استقبال “الخضر”، حيث رفعوا الراية الوطنية وهتفوا بحياة اللاعبين والمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، ورددوا بصوت واحد “وان تو ثري فيفا لالجيري” في مشهد تجاوب معه اللاعبون وأعضاء الطاقم الفني. ووجد اللاعبون صعوبة كبيرة في الصعود نحو الحافلة التي جابوا بها مختلف الشوارع الرئيسية لعاصمة بسبب تدافع الجماهير عليهم ومحاولة أغلبية المناصرين أخذ صور تذكارية مع اللاعبين، ما سبب فوضى ونشوب حريق أمام القاعة الشرفية بعدما رمى أحد المشجعين الألعاب النارية. ورغم التدخل السريع لرجال حماية المدنية إلا أن الحادثة أحرجت المنظمين لاسيما أنها كانت أمام أنظار الوزير الأول عبد المالك سلال.كما أن عائلات اللاعبين الذين رافقوا أبناءهم إلى البرازيل كانوا في قمة التذمر واشتكوا من سوء التنظيم عندما حرموا من دخول القاعة الشرفية رفقة أبنائهم اللاعبين أثناء استقبالهم من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال. وفي حدود الساعة الثالثة زوالا انطلقت الحافلة التي كانت تقل اللاعبين في جولة استعراضية في شوارع العاصمة. وقد حرم رئيس الاتحادية محمد روراوة أعضاء الطاقم الطبي وكذا المكلفين بالعتاد من مرافقة اللاعبين في الحافلة. وكانت جماهير غفيرة في استقبال كتيبة المدرب حاليلوزيتش في شوارع العاصمة، وبعض المناصرين قدموا من مختلف ولايات الوطن من أجل حضور هذا الحدث، مستعيدين تلك الصور التي عاشوها شهر نوفمبر 2009 عندما عاد أشبال المدرب رابح سعدان بورقة التأهل إلى المونديال من أم ردمان. وقد كانت بداية الجولة الاستعراضية من شارع جيش التحرير الوطني باتجاه ساحة أول ماي، ليعبروا بعد ذلك شارع الاستقلال ثم قصر الشعب، مرورا بشارع ديدوش مراد والبريد المركزي، قبل أن يعبروا شارع عميروش نحو وزارة الرياضة المحطة الأخيرة للجولة الاستعراضية. وقد عزم الوزير الأول عبد المالك سلال أعضاء المنتخب الوطني على مأدبة الفطور في جنان الميثاق في أجواء احتفالية بهيجة. تصريحات اللاعبين فور وصولهم إلى المطار رياض محرز: أعيش لحظات تاريخية بدا لاعب لايستر سيتي الإنجليزي رياض محرز منبهرا لحفاوة الاستقبال الذي حظي به رفقة زملائه في مطار هواري بومدين، وقال في تصريحه ل “الخبر”: “أعيش لحظات تاريخية في مشواري الكروي، فلم يمض وقت طويل على التحاقي بالمنتخب الوطني لأجد نفسي أشارك في أكبر تظاهرة عالمية وأُستقبل في بلدي بحفاوة كبيرة، إنه شعور رائع سيزيدني اعتزازا ويشجعني على التألق أكثر مع المنتخب مستقبلا”، يقول محرز. وفي سؤال حول ما إذا كان راضيا عن المردود الذي قدمه مع “الخضر” في هذا المونديال أجاب “أنا جد راض على مردودي وعلى النتائج التي حققناها، لكنني واثق من تقديم الأحسن في المواعيد القادمة”. مجيد بوڤرة: تذكرت سيناريو أم درمان وهذا أقل شيء نقدمه للجزائر صرح قائد المنتخب الوطني مجيد بوقرة أن الاستقبال الذي حظي به أمس من طرف السلطات الجزائرية الجمهور الجزائري جعله يستعيد سيناريو 2009 عندما عادوا بورقة التأهل إلى المونديال من أم درمان، “هذا أقل شيء يمكن تقديمه للجزائر، فمنتخبنا يملك لاعبين شبانا، والمستقبل أمامهم بداية من تصفيات كأس أمم إفريقيا شهر سبتمبر القادم”، يقول بوقرة. ياسين براهيمي: هذه البداية وسنواصل صنع الإنجازات لم يخف وسط ميدان المنتخب الوطني ياسين براهيمي فرحته بوصوله إلى أرض الوطن واستقباله بحفاوة من طرف شخصيات كبرى في الدولة، حيث قال “هذا المشهد لا يتكرر كل سنة ولهذا أنا جد سعيد وفخور بجزائريتي، فهذه البداية وسنواصل صنع الإنجازات في المستقبل، خاصة أن التشكيلة التي يملكها المنتخب ممثلة بلاعبين شبّان”، على حد تعبيره. جمعها: عادل زكري