استقبال رسمي وشعبي كبير للمنتخب الوطني حظي أمس المنتخب الوطني لكرة القدم باستقبال رسمي وجماهيري حماسي وحار لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة عقب عودته من البرازيل، بعد أدائه البطولي والمشرف في منافسات المونديال، حيث استطاع اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني الذي خرج منه مرفوع الرأس. وكان في استقبال محاربي الصحراء لدى وصولهم إلى أرضية المطار قادمين من ساو باولو البرازيلية، على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية من نوع ''إيرباص''، في حدود الساعة الثانية بعد الظهر وعشرون دقيقة، الوزير الأول عبد المالك سلال و وزيرا الرياضة والشباب، على التوالي محمد تهمي وعبد القادر خمري ووالي العاصمة عبد القادر زوخ إضافة إلى عدد كبير من الإعلاميين الذين احتشدوا على غرار عمال المطار ومختلف الضيوف الحاضرين لتحية هؤلاء الأبطال وأخذ صور تذكارية معهم وسط أجواء حماسية وتعالي هتافات مختلفة تعبر عن الفرحة الكبيرة بأبطال الجزائر. وقد وجدت قوات الأمن التي كانت حاضرة في أرضية المطار صعوبة كبيرة في التحكم في أعداد الصحافيين وإطارات وعمال المطار وعموم الحضور، والذين أصروا على الاقتراب من اللاعبين والمدرب حاليلوزيتش ومساعديه لتحيتهم وتسجيل انطباعاتهم والتقاط الصور لهم، مرددين شعارات تمجد الفريق الوطني. ولم يمنع الصيام وحرارة الأجواء عشرات الآلاف من الأنصار من النزول إلى مطار هواري بومدين ومختلف الطرقات والشوارع التي مر بها محاربو الصحراء، للالتفاف حول رفقاء مبولحي و سليماني و براهيمي و حليش و بوقرة وتقديم التحايا لهم، وسط أجواء احتفالية استثنئاية ذكّرت بالأجواء التي عاشها المطار حينما استقبل رفقاء مجيد بوقرة قبل أربعة أعوام عائدين من السودان خلال تأهلهم إلى مونديال جنوب إفريقيا على حساب المنتخب المصري في المقابلة الفاصلة الشهيرة. لقد احتشد الآلاف من الأنصار الذين توافدوا من عدة ولايات على اختلاف أعمارهم أمام المخرج المقابل للقاعة الشرفية للمطار الداخلي هواري بومدين في انتظار وصول الطائرة المقابلة لرفاق فيغولي، أين امتزجت أجواء الفرحة مع أهازيج فرق فلكلورية صنعت الحدث بدورها في ساحة القاعة الشرفية أين هيأت أجواء تليق بالمردود الرائع الذي قدّمه المنتحب في مبارياته الأربعة التي خاضها في مونديال البرازيل قبل أن يودع المنافسة بشرف. وقد صنع هؤلاء أجواء بهيجة مند الصباح وازدادت تلك الأجواء بهجة عندما خرج أشبال خليل حاليلوزيتش، لركوب حافلة مفتوحة السقف، فيما احتشد عشرات الآلاف الآخرين لتحية موكب محاربي الصحراء الذي انطلق مباشرة بعد استقبالهم بالقاعة الشرفية للمطار، نحو الجزائر العاصمة التي امتلأت شوارعها تماما مثلما شهدته الشوارع نفسها من احتفاليات و ألوان و بهجة و فرجة عندما عاد " الخضر " من السودان مظفرين بورقة التأهل في نوفمبر 2009. وقد جابت حافلة المنتخب الوطني ، و هي تقّل أبطال الجزائر في مونديال 2014 مسلك طويل بين المطار ووسط العاصمة، كانت بدايته بشارع جيش التحرير الوطني باتجاه ساحة أول ماي، لتعبر بعد ذلك شارع الاستقلال ثم قصر الشعب، مرورا بشارع ديدوش مراد والبريد المركزي، قبل أن تعبر شارعي عميروش وحسيبة بن بوعلي، نحو وزارة الرياضة بساحة أول ماي، حيث انتظم على شرفهم استقبال شرفي كبير يليق بهم و بما أنجزوه في ملاعب البرازيل خلال المباريات الأربعة الهامة التي جمعتهم بمنتخبات بلجيكا و كوريا الجنوبية و روسيا و ألمانيا . و كان المنتخب الوطني الذي شارك للمرة الرابعة في منافسة كأس العالم، قد حقق إنجازا كبيرا في مونديال البرازيل بمروره للدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخه بعد احتلاله للمركز الثاني للمجموعة الثامنة لمونديال 2014 بحصوله على 4 نقاط. وقد تواصلت الأفراح مساء أمس احتفاء بمحاربي الصحراء الذين نظم الوزير الأول عبد المالك سلال مأدبة إفطار على شرفهم في إقامة جنان الميثاق.