قال رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، البروفيسور نافتي سليم، إن صيام رمضان بمثابة فرصة ثمينة للإقلاع عن التدخين، مشيرا إلى أن المدخن يقبل على السجائر خلال سهرات شهر رمضان، بمعدل مرتين أكثر من استهلاكها في الأيام العادية. يلجأ بعض المدخنين إلى محاولة التوقف عن التدخين خلال شهر رمضان، مغتنمين فرصة الصيام علهم يقلعون عنه نهائيا، فيما يقبل آخرون على استهلاك السجائر مباشرة بعد الإفطار وبكميات من النيكوتين أكثر من تلك المستهلكة خلال الأيام العادية. وعن محاولة الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان، أبرز رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي والمشرف على وحدة الفحص المضاد للتدخين بعيادة الأمراض التنفسية “ابن زهر” التابعة لنفس المستشفى، البروفيسور نافتي، أن شهر رمضان فرصة جد سانحة للإقلاع عن التدخين، مشيرا إلى أن نسبة “النيكوتين” في جسم المدخن تصل إلى الصفر إذا لم يدخن مدة 12 ساعة، وعليه فإن تعوّده على عدم التدخين خلال فترة الصيام يمكّنه من الإقلاع عنه نهائيا “إذا ما تغلّب على نفسه وقاوم رغبة التدخين بعد الإفطار”. وأكد نافتي، في السياق، أنه بعد فترة الصيام تنزل نسبة “النيكوتين” في الدم إلى الصفر، ما يجعل خلايا المخ تتوقف عن العمل، وبمجرد تناول أول سيجارة تصبح تلك الخلايا لدى المدخن لا تعمل إلا إذا تلقت جرعتها من هذه المادة، ليظهر ذلك عبر سلوكياته كالقلق المفرط والنرفزة، ما يجعله في شجار متواصل مع الغير طوال اليوم، إلى جانب عدم التركيز وهو ما تمثله كثرة حوادث المرور خاصة قبل موعد الإفطار. ولكي تسترجع ذات الخلايا نشاطها، يلجأ المدخن إلى تناول كمية السجائر التي كان متعودا عليها خلال يوم كامل، في وقت قصير يمتد من فترة ما بعد الإفطار حتى الإمساك، أي بمعدل مرتين أكثر من استهلاكه في الأيام العادية، رغم أنه بإمكانه التحكم في نفسه بالصوم أيضا عن التدخين بعد الإفطار، والتخلي بذلك عن مادة “النيكوتين” المعتادة من خلال الانشغال بأمور أخرى، مثل المطالعة والنوم أو الاستعانة بعلكة الإقلاع عن التدخين التي تحوي نسبة من “النيكوتين” أو ملصقات “النيكوتين” التي يثبّتها على ذراعيه، ويستمد منها جسمه جرعة “النيكوتين” التي لا يستهلكها عبر السيجارة، وسيكون ذلك مجديا خاصة إذا كان على يد طبيب، حيث ينقص له تدريجيا كمية “النيكوتين” من 20 ملغ إلى الصفر خلال مدة تمتد من شهر إلى 3 أشهر، وهي كفيلة للإقلاع نهائيا عن التدخين. ووجه البروفيسور نافتي نداء لكل راغب في الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان، أن يتقرب من وحدة الفحص المضاد للتدخين بعيادة الأمراض التنفسية “ابن زهر” التابعة لمستشفى مصطفى باشا الجامعي.