اللّمسة الأخيرة ثقافة ووعي وسلوك وكثير من مشاكلنا ومظاهر تخلّفنا راجع إلى إهمال اللّمسة الأخيرة في حياتنا، فصاحب البيت وقد بذل فيه من المال والوقت ما بذل يعجز عن إتمام اللّمسة الأخيرة حتّى يزداد البيت جمالًا ورونقًا وهو ما لا يكلّفه كثيرًا والمسؤول الّذي بلغه خبر إقامته أو تحويله، فتراه وقد كشّر عن أنياب الخيانة والنّهب، يهدّم ما بنى ويشتّت ما جمع فيضيع بذلك جهد سنوات ومصالح أمّة في اللّمسة الأخيرة. وحينما تغيب اللّمسة الأخيرة لحظة افتراق الشّريكين في التّجارة أو السياسة تنقلب المحبّة إلى عداوة، والوفاء إلى غدر وخيانة، وقد كان الأولى والأجدر أن يحافظ في اللّمسة الأخيرة من الشّراكة على استمرار الألفة بينهما رغم الفراق. ومن شراكة التّجارة والسّياسة إلى الشّراكة الزّوجية وهي أقدس رباطًا وأوثق عقدًا، فإن قدّر لهذه العشرة أن تنتهي، فلا بدّ في اللّمسة الأخيرة منها أن يحفظ الزّوجان الجميل بينهما، فيكون الفراق بإحسان: {0لطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. اللّمسة الأخيرة عند الممتحنين من طلبة العلم، هي الّتي ستكتب التّتويج من عدمه، وشهادة البكالوريا هي خلاصة سنوات من الجد والاجتهاد. واللّمسة الأخيرة عند البناء والمقاول وأصحاب الحرف هي الّتي تعرف بقيمة صاحبها ومدى إتقانه لعمله: “إِنّ اللهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ”، ذلك لأنّ الله جميل يحبّ الجمال.