الإمام الفقيه المحدّث شرف الدّين، أبو عبد الملك مروان بن عليّ الأسدي القطان البوني (ت: 439ه)، أحد العلماء الّذين اشتهروا في الحديث الشّريف رواية ودراية وبالفقه، كما عرف بصلاحه وورعه حتّى لقّبه أهل بونة (مدينة عنابة بأقصى الشّرق الجزائري يوجد بها قبره) بسيّدي مروان تشريفًا وتقديرًا لعلمه وزهده. رحل إلى المشرق وروى عن أبي أحمد السّامري وأبي الطيّب بن غلبون، وأبي عبد الملك البوني.. وغيرهم. كان إمامًا في كتاب الله تعالى، حافظًا لحديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عالمًا بطرقه، لسِنا حافظًا لأسماء الرّجال وأنسابهم، خفيف الحال قليل المال، قانعًا راضيًا رحمه الله. اجتهد في طلب الحديث الشّريف فسمع ما لا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء.. كما اشتهر بمؤلّفاته، خاصة شرحه لموطأ الإمام مالك، ولصحيح البخاري رحمهما الله. توفي رحمه الله بمدينة بونة (عنابة) سنة 439 ه على الأرجح و دفن بها. الكتاب: قال عنه الإمام المحدّث الحافظ القاضي عياض: [كان من الفقهاء المتفننين. وألّف في شرح الموطأ، كتابًا مشهورًا حسنًا، رواه عنه النّاس]. ولقد استفاد من جاء بعده بهذا التّفسير كابن العربي في كتابه المسالك، وابن عبد البر في كتابيه التمهيد والاستذكار.. طبع الكتاب بتحقيق د. عبدالعزيز دخان، مطبوعات وزارة الأوقاف القطرية. كلية الدراسات الإسلامية بقطر