أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الترجمة الفرنسية لكتاب ''الموطأ'' لإمام دار الهجرة مالك بن أنس، رضي الله عنه، في طبعة فاخرة. وتعتبر ترجمة الأستاذ العيد دوان، الصادرة عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 في 778 صفحة، أحدث ترجمة لموطأ الإمام مالك بن أنس، رضي الله عنه، وهو أوّل كتاب في الحديث، وواحد من دواوين الإسلام العظيمة وكتبه الجليلة، يشتمل على جملة من الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة من كلام الصّحابة والتّابعين ومن بعدهم، كما يتضمّن أيضاً جملة من اجتهادات المُصنِّف وفتاويه، بمجموع 1838 حديث نبوي شريف. وقد سمّي الموطأ بهذا الاسم لأنّ مؤلفه وطَّأَهُ للنّاس، بمعنى أنّه هذَّبَه ومهَّدَه لهم. ونُقِل عن مالك، رضي الله عنه، أنّه قال: ''عرضتُ كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة، فكلُّهم واطَأَنِي عليه، فسميته الموطأ. وذكر الحافظ ابن عبد البر رحمه الله، في كتاب الاستذكار أنّ أبا جعفر المنصور قال للإمام مالك: ''يا مالك، اصنع للنّاس كتاباً أحْمِلُهم عليه، فما أحد اليوم أعلم منك''!! فاستجاب الإمام مالك لطلبه، ولكنّه رفض أن يُلزِم النّاس جميعاً به. مكث الإمام مالك أربعين سنة يقرأ الموطَّأَ على النّاس، فيزيد فيه وينقص ويُهذِّب، فكان التلاميذ يسمعونه منه أو يقرؤونه عليه خلال ذلك، فتعدّدت روايات الموطأ واختلفت بسبب ما قام به الإمام من تعديل على كتابه، فبعض تلاميذه رواه عنه قبل التعديل، وبعضهم أثناءه، وبعضهم رواه في آخر عمره، وبعضهم رواه كاملاً، وآخرون رووه ناقصاً، فاشتُهِرت عدّة روايات للموطأ، أهمها: رواية يحيى بن يحيى اللّيثي (234ه )، وهي أشهر رواية عن الإمام مالك، وعليها بنى أغلب العلماء شروحاتهم. رواية أبو مصعب الزهري، تمتاز بما فيها من الزيادات، وبأنّها آخر رواية نقلت عن مالك، وهي متداولة بين أهل العلم. رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي (221ه )، وهي أكبر روايات الموطأ، وعبد الله من أثبت النّاس في الموطأ عند ابن مَعين والنّسائي وابن المديني. رواية محمد بن الحسن الشيباني. ورواية عبد الله بن سلمة الفهري المصري وغيرها كثير.