على امتداد الشريط الحدودي الشرقي لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تستوقفك بلدة خزاعة المكلومة المحاصر أهلها وأحياؤها وأمواتها وجرحاها وبيوتها، حيث تعمد العدو الصهيوني إحكام سيطرته على البلدة واصطناع ساعة من الهدوء أوقفوا خلالها القصف وإطلاق النار، ما دفع عشرات العائلات المحاصرة لمغادرة منازلها للنزوح عن البلدة، حينها كان رصاص القناصة الإسرائيليين ونيران القذائف لهم بالمرصاد، فسقط العشرات منهم ما بين شهيد وجريح، وملأت الجثامين الشوارع. حاولنا التقدم والوصول إليها لكن الصليب الأحمر الدولي حذرنا من الوصول إليها لأنها منطقة خطرة حسبما أُبلغ من قوات الاحتلال الليلة الماضية، ”الخبر” حاولت معرفة أسوأ ما في فصول المجزرة من الذين قدر الله لهم الهروب من البلدة. وروى شهود ل ”الخبر” روايات مفزعة عن عمليات قصف غير مسبوقة وعمليات قتل بدم بارد نفذها قناصة إسرائيليون من مسافات قصيرة، مستهدفين مدنيين عزل. وواجهت مراسل ”الخبر” في غزة صعوبة في التواصل مع المواطنين المتواجدين هناك، إلا أنه من خلال شاهدة العيان يتضح أن ما يحدث في خزاعة ”شجاعية جديدة”، ما زلنا حتى اللحظة لم نعرف تفاصيلها جيدا لقلة المعلومات المتوفرة من هناك. وتسبب القصف العنيف في تدمير عشرات المنازل واندلاع حرائق وشيوع الدمار بصورة كبيرة في كافة أرجاء البلدة. وأكد بعض الشهود أن استخدام قوات الاحتلال قذائف مسمارية وحارقة تسبب في سقوط أعداد متزايدة من الشهداء والجرحى. وذكر شهود عيان محاصرون داخل بلدة خزاعة شرق خان يونس ل ”الخبر” أن قوات الاحتلال أفرجت عن عدد من المواطنين الذين اعتقلتهم في وقت سابق وتركتهم يتجهون من الشريط الحدودي للبلدة. وقال الشهود لمراسل ”الخبر” في غزة إن المفرج عنهم اتجهوا بشكل جماعي للبلدة، وعندما وصلوا بالقرب من مسجد الوحيد بالبلدة وجدوا شهيدا وجريحا مصابا بجراح خطرة إثر استهدافهم من قبل الاحتلال. وحاول بعض المواطنين إنقاذ الجريح ونقل الشهيد، فقام قناصة الاحتلال باستهدافهم، كما أطلقت الدبابات عدة قذائف تجاههم، ما أدى إلى استشهاد اثنين وجرح آخرين وفق شهود العيان. وناشد الشهود الصليب الأحمر والهلال الأحمر العمل على إنقاذ الجرحى الذين ينزفون. واستطاعت ”الخبر” التواصل مع سيدة من البلدة دموعها لم تتوقف طوال سماعنا لمناشدتها وشهادتها، تقول السيدة التي فقدت أخاها وأصيب زوجها وأبناؤها ”الوضع صعب جدا في خزاعة، مهما تكلمت لن أستطيع وصف ما يوجد هنا”. ويمنع العدو الصهيوني حتى الآن الصليب الأحمر والدفاع المدني والإسعافات من الدخول إلى عمق المناطق الشرقية لخان يونس لانتشال الشهداء والجرحى، وما زالت تقصف بالمدفعية وتطلق النيران بشكل عشوائي على كل شيء يتحرك. ولصعوبة تحرك سكان خزاعة تحديدا أو خروجهم من مناطق تواجدهم ورفض الاحتلال التنسيق مع الصليب الأحمر، قرر المواطنون المخاطرة بحياتهم والخروج بشكل جماعي على شكل مسيرات، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يكترث لذلك، وأصبح يطلق النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة أكثر من 25 آخرين. ويروي أحد المواطنين الذين قدر الله لهم الخروج بسلام من خزاعة ما رآه بأم عينه، يقول ”الشهداء هناك بالعشرات، جيش الاحتلال يقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، والجثث مقطعة أشلاء، وهناك شهداء أكل السوس أجسادهم”.