قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، أمس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت في قصفهم العنيف الذي طال جنوب قطاع غزة التجمعات السكنية، وأماكن تجمع النازحين ما تسبب على مدار 24 ساعة باستشهاد ما لا يقل 110 في محافظة رفح وحدها، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح. أضاف المرصد في تقرير له: »لم يكن يدور في ذهن أهالي رفح الذين خرجوا من بيوتهم في وقت سابق ونزحوا إلى مدارس الأونروا هربا بأرواحهم من الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أسابيع على قطاع غزة، أنّ الموت ينتظرهم في ساعات التهدئة الإنسانية المعلنة، والتي ما أن دخلت حيّز التنفيذ حتى سارعوا ليستغلوها بتفقد بيوتهم المدمرة وبقايا ذكرياتهم ومتعلقاتهم المتناثرة تحت الركام الهائل، وأضاف »لقد ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحقهم بعد أقلّ من ساعة على سريان التهدئة الإنسانية التي لم تصمد طويلا، فقام بعيد الثامنة من صباح، أول أمس، بقصف الآلاف الذين كانوا في شوارع شرقي رفح جنوب قطاع غزة بشكل عشوائي وعنيف بالمدفعية والطيران الحربي وبعشرات القذائف، وقصف السوق التجاري في المدينة، ما تسبب بمقتل 110 فلسطينيا وإصابة مائتين آخرين حسب إحصائيات أولية بالإضافة إلى وجود جثث بالشوارع لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالها.وقال ذات المرصد ومثل سابقاتها من المجازر، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الطواقم الطبية التي تسارع إلى مكان القصف لانتشال القتلى والجرحى، فقد قتل ثلاثة مسعفين بعد قصف استهدف سيارة إسعاف في رفح، وبينما كان المصابون وجثامين القتلى يتوافدون إلى مستشفى أبو يوسف النجار في منطقة الجنينة في محافظة رفح تعرض مدخل المشفى لقصف عنيف، ووصفت وزارة الصحة ما تعرض له المشفى بالانتهاك الخطير والمجزرة. واستند التقرير إلى مصدر طبي فلسطيني تحدث مساء أمس عن إخلاء المرضى والجرحى بالإضافة إلى الكادر الطبي من داخل مستشفى أبو يوسف جنوب قطاع غزة، بسبب خطورة الوضع، وتم اتخاذ هذا الإجراء بسبب كثافة النيران الإسرائيلية وخطورة التنقل في محيط المستشفى والقصف المدفعي والصاروخي الكثيف في المنطقة، والذي طال المناطق المتاخمة للمستشفى، وأضاف »ولم تتسبب أوقات التهدئة القليلة فقط بمجزرة رفح، إنما كشفت عن حجم المجازر التي نفذت سابقا بحق حي الشجاعية في غزة وبلدة خزاعة شرق خان يونس، حيث تشير تقديرات بانتشال أكثر من 40 جثة في مناطق متعددة معظمها في خزاعة. وذكر المرصد أن إفادات شهود العيان في خزاعة، والذين ذهبوا لتفقّد بيوتهم بعد أكثر من أسبوع من مغادرتها بسبب القصف العنيف، أكّدت وجود حالات إعدام جماعي شهدتها المنطقة، وقالوا إنهم شاهدوا جثثاً متراكمة فوق بعضها في إحدى دورات المياه في أحد منازل البلدة، ونقل المرصد عن مصادر طبية قولها إنه تم انتشال أكثر من 25 جثة بينهم أسر كاملة من خزاعة، واستهدفت قناصة الجيش الإسرائيلي المواطنين أثناء انتشالهم للقتلى في خزاعة. واستمع المرصد لشهادات أولية تفيد بحدوث عمليات قتل جماعي في البلدة وتصفيات جسدية، كما أنه في حي الشجاعية بغزة تحولت عشرات المنازل إلى ركام بفعل القصف العنيف الذي طال المنطقة، فيما تعرضت عشرات المنازل الأخرى للتدمير الجزئي، في صورة أشبه ما تكون بصورة المناطق المدمرة بسبب الزلازل والكوارث الطبيعية، »غير أن المختلف هنا هو أن هذه المجزرة كانت بفعل متعمد وهمجي قامت به القوات المسلحة الإسرائيلية« وعقّب المرصد على هذه المجازر قائلا: »ما من سبب يمكن أن يبرر عملية القتل المتعمد للمدنيين واستهدافهم واستهداف بيوتهم بهذه الصورة العشوائية والواسعة جدا. ما يجري هو مجزرة وجريمة حرب تخالف أبسط الأعراف الإنسانية والأخلاقية فضلاً عن القانونية«، وأضاف من الواضح أن إسرائيل تسعى للانتقام من المدنيين في قطاع غزة من خلال إيقاعهم تحت العقاب الجماعي«. إلى ذلك، نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إحصائية مبدئية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر حتى منتصف ليل يومه الخامس والعشرين، وبلغ عدد الضحايا، أول أمس، اليوم الخامس والعشرين للهجوم 152 قتيلاً بينهم 17 طفلا، و 11 امرأة، و بهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية إلى 1592 قتيل، بينهم 346 طفلا و 192 امرأة. ونتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع، والذي ازدادت حدته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة بلغ عدد الجرحى لليوم الخامس والعشرين من الهجمة 544 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 79 طفلا و 98 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم إلى 8668 جريحاً، منهم 2590 طفلاً و1726امرأة. وقال المرصد إن الجيش الإسرائيلي نفذ، أول أمس، 2193 هجمة منها 165 هجمة صاروخية و 198 قذيفة من سلاح البحرية، و 1830 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 57936 هجمة، منها 6828 هجوم صاروخي، 15407 قذيفة من البحرية، 35701 قذيفة مدفعية، وأضاف أن القوات الإسرائيلية المسلحة تواصل استهداف المنازل والمنشآت المدنية بوتيرة تزداد ارتفاعا مع تقدم أيام الهجوم، فقد ذكرت الإحصائية أنّه ، أول أمس، دُمّر 283 منازل، 43 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و 240 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة إلى 9528 ، 1580 منها بشكل كلي و 7948 بشكل جزئي، وأكد أن دور العبادة لم تسلم ، فمع استمرار الهجمة تتعمد القوات الإسرائيلية تكرر استهدافها للمساجد، فقد تحدث المرصد عن استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية ، أول أمس، ل3 مساجد، دمر أحدها بشكل كامل والآخران بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم إلى 108 مساجد، دمرت 31 منها بشكل كلي، كما استهدفت، أول أمس، مستشفى أبو يوسف النجار في رفح بعدة قذائف، ما تسبب بتدميره بشكل جزئي، ليرتفع عدد المشافي المستهدفة منذ بداية العدوان إلى 21 مستشفى، إلى جانب تعرض29 مرفقا صحيا للاستهداف أدى لإلحاق أضرار بها وإغلاق عدد منها فقد استهدف 13مستشفى و أغلق منها 3 مستشفيات بينما تضررت البقية بشكل كبير، واستهدف 7 مراكز للرعاية الأولية و أغلق منها 27 مركزا، وتعرضت 9 سيارات اسعاف للاستهداف المباشر. وأضاف المرصد: أن مرافق وكالة الغوث الدولية لم تسلم من الاستهداف الإسرائيلي، فقد استهدفت حسبه 7 مدارس منذ بدأ الهجمة بشكل مباشر ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من اللاجئين إليها، وتضررت أكثر من 100 منشأة من المنشآت التابعة للوكالة.