بالنسبة للوكالات السياحية، فإن شهر أوت سيكون الفرصة الذهبية لجني أكبر قدر من الأرباح بعد صوم الجزائريين عن السياحة خلال شهر رمضان باستثناء أولئك الذين اختاروا زيارة بيت الله الحرام. لكن وحسب آراء الكثير من وكلاء السفر والسياحة، فإن تركيا تظل الوجهة الأولى الى جانب الجارة تونس، حيث زار قرابة ربع مليون جزائري هذا البلد الاسلامي ذي الإرث الحضاري والتاريخي. وحسب إحصائيات السفارة التركية، فقد أضحت مدن اسطنبول وأنطالية وجهة سياحية تزاحم أكبر المقاصد والوجهات الدولية، فمن معدل يتراوح ما بين 40 ألف و50 ألف سائح جزائري في 2009 و2010 إلى أكثر من 200 ألف سنة 2013. وعن الدوافع التي تدفع بالجزائريين الى اختيار تركيا لقضاء أيام من عطلة الصيف، تشابه التقاليد والعادات وغالبا ما يأخذون عدة مسارات لضمان تقليص تكلفة السفر، على اعتبار أن إجراءات استصدار التأشيرة سهلة جدا، ولا تتعدى في غالب الأحيان 3 أيام. ورغم وجود فارق بين الوجهة التركية والتونسية التي تبقى رغم المشاكل أول الوجهات، فإن معدلات نمو المقصد التركي أضحت الأسرع خلال السنتين الماضيتين خاصة خلال فصل الصيف، مما يرشحها لتصدر قائمة الوجهة السياحية، لاسيما أن تركيا تمنح أيضا حسب المختصين في مجال الأسفار مزايا في مجال التسوق والتجارة والأعمال أيضا، ونوعية الخدمات المقدمة. ويرى محمد أمين بوطالبي مدير المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، أن تركيا أصبحت من الوجهات السياحية الرئيسية منذ سنوات، حيث يقدر متوسط عدد الجزائريين الذين قصدوا تركيا ب130 إلى 140 ألف، من بينهم حوالي 30 ألف من الجزائريين المقيمين في ولايات شرق البلاد والذين يختارون المرور عبر تونس لانخفاض أسعار التذاكر. مشيرا إلى أن الوجهة التركية أضحت محل اهتمام بالنظر إلى كونها منطقة تسوّق رئيسية لتدني الأسعار وتنوع المنتجات، مما جعل المدن التركية ومنها إسطنبول تتفوق في هذا المجال على دبي، فضلا عن نوعية ومستوى الخدمات سواء الفندقية أو المنشآت القاعدية. وعلى ضوء ذلك، فإن عدد المتوجهين من الجزائريين إلى تركيا يقدّر بحوالي 200 ألف في السنة حاليا، وتبقى إسطنبول أهم المدن التي يزورها الجزائريون، إلى جانب انطالية وبودروم وبورصا، وتتقاطع أهداف الزيارات بين سياحة الاستجمام، سياحة اكتشاف الحضارات ومختلف الآثار والنصب المعمارية والتاريخية، وسياحة التسوق والأعمال، وحتى “الحرقة”، إذ تعد تركيا نقطة عبور لأوروبا. بالمقابل، تفيد أرقام وزارة السياحة أن عدد الجزائريين الذين توجهوا إلى تركيا مباشرة في عام 2013 بحوالي 91765 جزائري، من مجموع 2135523 جزائري تنقلوا إلى الخارج، أو ما نسبته 4.3 بالمائة من مجموع التنقلات التي تقدمتها تونس ثم فرنسا، ولا يؤخذ تعداد الجزائريين المتنقلين بصورة غير مباشرة حيث يتضاعف العدد. من جهة أخرى، كشفت وزارة السياحة التونسية، مطلع الشهر الجاري، أن عدد السياح الجزائريين تضاعف بنسبة وصلت 124 بالمائة خلال شهر جوان الماضي، لاسيما مدينة سوسة، متوقعة دخول مليون سائح جزائري خلال هذا الموسم، لتحافظ بذلك على نفس العدد من السياح الذي سجلته السنة الماضية، حيث بلغ عددهم 955 ألف. وأضافت أن مدينة سوسة تعد أكثر الوجهات للجزائريين، حيث زارها نحو 40 ألف سائح بزيادة قدرها 9 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي إلى جانب مدينتي الحمامات ونابل ومدينة طبرقة. ويتوقع الديوان التونسي للسياحة، حسب مديرته السيدة وحيدة جعيط التي زارت الجزائر مؤخرا، قدوم مليون جزائري هذه السنة وهو تقريبا نفس الرقم.