تعود تفاصيل هذه القضية المأساوية التي شهدتها بلدية كركرة وكانت قرية ”جبالة” تحديدا مسرحا لها، يوم 9 نوفمبر 2011، عندما وقع خلاف بين الشقيقين الضحية ”ه.أ” 64 سنة، والمشتبه به في القتل ”ه.م” 60 سنة، حول ممر يفصل مسكنيهما، إذ لما أراد الضحية تمرير قناة ماء رفض شقيقه الأمر، فأحضر الأول محضرا قضائيا لمعاينة الموقف وترك الأمر بيد العدالة، لكن الجاني حمل سكنيا وهدد شقيقه بالقتل بحضور المحضر القضائي الذي فر ناجيا بحياته، وهو ما لم يتح للضحية الذي تلقى طعنات على مستوى البطن والصدر وضربات بقضيب حديدي، ليفارق الحياة أمام مرأى ابنه ”ه.م” الذي دخل المنزل قبل أن يتفاجأ بمشهد اعتداء عمه على والده، ورغم محاولته إسعافه إلا أن ابنة عمه ”ه.أ” البالغة من العمر 20 سنة، التي أدانتها محكمة الجنايات بعقوبة عشر سنوات سجنا، وجهت له ضربة بقضيب حديدي على الرأس، فيما اقتحم والدها مسكن شقيقه محاولا قتل زوجته التي تلقت طعنة بسكين تحت إبطها الأيسر وضربة على رأسها أفقدتها الوعي. وبعد تنفيذ فعلته، فرّ الجاني إلى وجهة مجهولة، لتتدخل مصالح الحماية المدنية في محاولة إسعاف الضحايا ونقل جثة الأب إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى القل، فيما أسعف الابن ”ه.م”، أما والدته فحصلت على عجز طبي لمدة 40 يوما، كما أصيبت بشلل على مستوى الأطراف السفلى، لتفقد القدرة على الوقوف. عيشة ”طرزان” وكلاب لحراسته مباشرة وبعد تنفيذه الجريمة، اتخذ القاتل من أحد الأماكن الغابية المتاخمة لمركز البلدية مكانا للاختباء به والإفلات من رجال الدرك الوطني الذين شنّوا وقتها حملات بحث وتفتيش بغية العثور عليه، حيث وفي حيلة خطط لها الجاني الذي قرر الانتقام من عائلة شقيقه الضحية، قام بترويض مجموعة من الكلاب يقارب عددها 30 كلبا لحراسته في الغابة وكان في كل مرة عند محاولة القبض عليه يلوذ بالفرار بعد سماع صوت نباح الكلاب ليغادر المكان إلى وجهة أخرى وظل على هذا الحال لمدة أربع سنوات، إلى غاية ليلة أمس الأول الجمعة، عندما نصب له شقيقه الثاني كمينا وهاجمه بمزرعته وأوقفه بعد أن كان يتردد إليها لإتلاف المنتجات الزراعية والأملاك الفلاحية التابعة لشقيقه الضحية. كمين يسقط الجاني لم يعد الشقيق الأصغر ”ه.ع” يتحمل ظروف العيش غير المستقرة وهاجس الانتقام الذي سلطه شقيقه الجاني ضد حقوق أبناء شقيقه المقتول، بعدما ظل الجاني يتردد بين وقت وآخر على مسكنه، أمام مرأى عائلة الضحية التي لم تجف دموعها بعد من جراء فراق الأب، وعن مواصلة الجاني ممارساته الانتقامية من عائلة الضحية بعد أن ظل من وقت لآخر يهاجم ممتلكاتهم الزراعية تارة بحرقها وتارة أخرى باقتلاع الأشجار المثمرة وإتلافها، ما جعله يفكر في طريقة لإلقاء القبض عليه حيا، بفضل معلومات حول اختبائه بالمكان الغابي المسمى ”بني توتة” التي يستغلها شقيقه لسقي أبقاره، حيث انتقل زوال الجمعة الماضي إلى هناك رفقة ابنه العسكري وقام بنصب كمين له، حيث خرج الجاني لشرب الماء من أحد الينابيع المائية، فانقض عليه شقيقه وابنه، وكبلاه وحملاه إلى مركز البلدية وسلماه لمصالح الدرك الوطني. عائلة الضحية تطالب بالإعدام وبعد انتشار نبأ القبض عليه، طالبت عائلة الضحية وبالخصوص زوجته المشلولة بتنفيذ حكم الإعدام على القاتل ليكون عبرة لمن يعتبر، لأن فقدانها لرب العائلة ترك جرحا كبيرا في قلوب كافة عائلتها ولم يبق لهم إلا العدالة الوسيلة الوحيدة المطبقة على الخارجين عن القانون، خاصة في مثل هذه القضايا التي تهز كيان المجتمع. وكانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة، في جوان من السنة ما قبل الماضية، قد نطقت بحكم الإعدام غيابيا في حق المتهم ”ه.م” كجزاء له على ارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، كما وجهت لابنته غير الموقوفة جنحة الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض، وحكمت عليها غيابيا ب 10 سنوات سجنا نافذا.