من هذه الوسائل التقليدية والمحلية، استعمال نبتة "برزطم" التي تنتشر في سكيكدة للوقاية من فيروس الحمى القلاعية الذي أصبح حديث الخاص والعام في الجزائر منذ قرابة الشهرين، ولأجل القضاء أعلنت وزارة الفلاحة حالة الاستنفار. فقبل التطور الذي حققه الطب البيطري في المناطق الريفية، كان الناس يعالجون حيواناتهم الأليفة بطرق تقليدية وبدائية، وذلك بالاستعانة ببعض النباتات على غرار نبات "الدومران"، "الحلبة" و"برزطم"، وخاصة هذا الأخير الذي هو عبارة عن نبتة برية أوراقها شبيهة بأوراق "الجلبانة"، وجذورها تستعمل في الطب البديل لمعالجة عدة أمراض مستعصية تصيب الحيوانات خصوصا الأبقار منها. ولأن تجربتهم الكبيرة بالاعتماد على هذه النبتة في معالجة حيواناتهم من الأمراض والهلاك، سارعت هذه الأيام العديد من الأسر إلى البحث عن هذه النبتة للوقاية من فيروس الحمى القلاعية بعد ظهور عدة بؤر لانتشاره بالولاية، وخاصة سكان بلدية بين الويدان الواقعة في غرب سكيكدة، لعلهم يجدون فيها منفعة لحماية أبقارهم من الهلاك بعد التجارب الناجحة في استعمالاتهم لها فيما مضى، ونجاعتها في الوقاية من داء الكلب. وعن طريقة استعمال نبتة "برزطم" يقول الحاج عبدالله الذي تجاوز التسعين سنة، أنه يتم استخراج جذور هذه النبتة من الأرض، ثم توضع في إناء به ماء وتترك لمدة نصف ساعة فوق النار إلى أن تبلغ درجة الغليان ثم تترك تبرد قبل تقديمها للماشية. وكان هذا التدبير الريفي مفيدا جدا وكفيلا بمعالجة الحيوان وعودته إلى حالته الطبيعية في وقت وجيز.. كما كانت حوافر الحيوانات تصاب بتقيّحات مؤلمة وكان ذلك يؤثر سلباً في حركتها، وكان السكان لعلاج هذه الحالات يقومون بسكب قليل من عصير "السماق" الحامض عليها. ولا تقتصر المعالجة التقليدية على ما تم ذكره، وسط تفهم تام من جانب البياطرة الذين لا يستطيعون إثبات بطلان تجارب مربي المواشي في طريقة معاملتهم لها، خاصة في ظل انعدامها أحيانا وعدم نجاعتها في أحيان أخرى، تجعل البعض من المربين يلجأون إلى الطب البديل لمداواة ماشيتهم بدل انتظار لقاحات قد لا تصل إلا بعد فوات الأوان، وحجتهم في ذلك، أن الأول موجود في الطبيعة، وهو أصل الثاني الموجود في مخازن المصالح البيطرية وقد لا يقدر البعض على اقتنائه.