بدأت القوات الأمنية العراقية، منذ فجر أمس، باقتحام مدينة تكريت من ثلاثة محاور بإسناد من طيران الجيش مع قوات المتطوعين، لتطهيرها من المجموعات السنية المسلحة التابعة للعشائر ولحزب البعث وداعش، بعد أن كان متوقعا أن يستهدف الهجوم الرئيسي مدينة الموصل بالتنسيق مع قوات البشمركة الكردية وتحت غطاء جوي أمريكي. وتلقت ”الدولة الإسلامية” المعروفة بداعش ضربة قوية في سد الموصل عندما تراجعت أمام الضربات الجوية الأمريكية وهجومات قوات البشمركة التي استفادت من أسلحة أوروبية. غير أن داعش لازالت تحرز تقدما سريعا في سوريا، خاصة في ريف حلب الشمالي، حيث سيطرت خلال ثلاثة أيام على 10 قرى وبلْدات بعد تصفية خصومها فيه، ودخلت في معارك طاحنة مع المعارضة السورية ممثلة في الجبهة الإسلامية والجيش السوري الحر، وبدأت تزحف نحو الحدود التركية التي تشكّل معبر إمداد رئيسي للمعارضة. في المقابل، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية حول مناطق في شمال حلب وشمال شرقها، لتأمين المناطق التي استردها في الشمال بعد المدينة الصناعية وسجن حلب المركزي. ووقعت المعارضة السورية المسلحة في شمال حلب بين فكي كماشة، فالجيش السوري من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة ثانية. غير أن الجيش السوري اصطدم مجددا مع داعش في ولاية الرقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لداعش في سوريا، مثلما هي الموصل لداعش في العراق، حيث تحاول داعش السيطرة على مطار الرقة العسكري الذي يعد المعقل الوحيد للجيش السوري في هذه الولاية الواقعة في الشمال الشرقي لسوريا. غير أن تلقي داعش لضربة جوية مكثفة ومركزة في معاقله الرئيسية، جعل الكثير من المحللين يتساءلون عن الجهة التي قامت بضرب نحو 50 موقعا لداعش في يوم واحد وبتلك الدقة؟ ففي الوقت الذي ذهبت بعض التحاليل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أو روسيا، أكد الجيش السوري أنه من قام بهذه الضربة الجوية، وهو ما يدعو للتساؤل إن كانت روسيا زودت الجيش السوري بمقاتلات حديثة، كما فعلت مؤخرا مع العراق، أم أن طيارين روس من قادوا هذه الطائرات مثلما فعلوا في الحرب الكورية (1950 – 1953).