عاقبت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أمس، وفاق سطيف، بحرمانه من جمهوره في مباراة هذا السبت أمام تي بي مازيمبي الكونغولي، برسم ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا. اتخذت لجنة تنظيم منافسات الأندية بالكاف هذا القرار بعد اجتماعها أمس بأديس أبيبا، مثلما أوضحته الهيئة الكروية القارية، على موقعها الإلكتروني الرسمي. وفي ذات البيان، بررت الكونفدرالية الإفريقية العقوبة، بعد العقوبات المالية وتنبيهات لجنة الانضباط للكاف، بسبب “الأحداث المتكررة والسلوك غير الرياضي لجمهور وفاق سطيف، وهو ما نقلته مختلف تقارير الرسميين، لاسيما في مقابلات مرحلة المجموعة لرابطة الأبطال”. وبالرغم من التبريرات التي قدمتها الهيئة الكروية الإفريقية، في معاقبتها للوفاق، إلا أن الأكيد أن قضية مقتل الكاميروني ألبير إيبوسي، في ملعب أول نوفمبر بتييزي وزو، كان لها وزن في قرار القائمين على لجنة الانضباط، حتى أن توقيت تسليط هذه العقوبة، يثير أيضا التساؤلات ويفتح باب الشكوك، إلى درجة أن البعض ذهب إلى حد القول إن ثقل إدارة نادي تي بي مازيمبي، كان وراء هذه العقوبة التي تعد “قاسية”، في تعليق العديد من الأطراف الفاعلة في الكرة الجزائرية. حسان حمّار: “الوفاق كان كبش فداء لأحداث تيزي وزو” وبدا رئيس وفاق سطيف حسان حمّار متأثر جدا بقرار لجنة الانضباط التابعة للكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، بحرمان جمهور الوفاق من مناصرة فريقه خلال مباراة ذهاب نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا، المقررة سهرة السبت بداية من الساعة الثامنة ليلا بملعب الثامن ماي، قائلا ل”الخبر”: “فريقي كان بمثابة كبش فداء للأحداث التي شهدها ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، إثر مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي، وقد كانت لجنة الانضباط للكاف تبحث عن أي فريق جزائري لتعاقبه جراء تلك الحادثة، من أجل الظهور أمام الرأي العام الرياضي العالمي في صورة الهيئة الصارمة، وبما أن الوفاق هو ممثل الكرة الجزائرية الوحيد في المنافسات الإفريقية، فقد وقعت عليه هذه العقوبات”. وأضاف حسان حمّار “لا أريد أن أنكر أن مناصرين قاموا برمي المقذوفات، واستعمال الليزر وغيرها من الأشياء التي يقوم بها مختلف أنصار الفرق، لكن توقيت العقوبة والظرف الذي جاءت فيه يجعلنا نشك في النوايا، ثم السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا فرضت علينا الكاف اللعب يوم 20 من هذا الشهر، ونحن اخترنا يوم 21، كما تنص عليه القوانين والتي تمنح الحق للفريق المستقبل، بتحديد تاريخ إجراء المباراة من بين ثلاثة أيام تقترحها لجنة التنظيم الإفريقية، ألا يعتبر هذا مساعدة للفريق الخصم، ومحاولة لوضع كل الحواجز أمام الوفاق، لكي لا يمر للدور النهائي”. وبخصوص تعامل فريقه مع الوضع الجديد، رد حمّار قائلا “كما يقول المثل العربي رب ضارة نافعة، لقد منحونا أسبابا قوية تجعلنا نحفز لاعبينا من الناحية النفسية، فسوف نقول للاعبينا لقد رأيتم الحڤرة التي مارستها الكاف ضدنا، وما عليكم سوى الرد عليهم فوق أرضية الميدان، وإن شاء الله سنقدم أحسن مباراة، وسنفوز بها حتى نقدمها هدية لجماهيرنا الوفية”. وبخصوص اكتفاء الفاف بعقوبة الملعب دون اللجوء للعقوبة المالية، قال رئيس الوفاق “عقوبة الملعب تعني عقوبة مالية، فخلال لقاء في وزن نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا، أكيد أن مداخيل الملعب لا تقل عن 500 مليون سنتيم، وحرماننا منه يعني تسليط عقوبة مالية بطريقة غير مباشرة”. وعن إمكانية تقديم طعن في هذا الشأن، قال حمّار “أظن أن الأمر محسوم والمباراة ستلعب من دون جمهور، وبدل أن نشغل أنفسنا بهذه الأمور سنركز على كسب مباراة السبت”. ماضوي: “حرماننا من جمهورنا سوف يؤثر علينا” من جهته، أكد مدرب وفاق سطيف خير الدين ماضوي ل”الخبر” أنه تفاجأ من العقوبات التي سلطتها لجنة الانضباط التابعة للكاف على الوفاق، حيث قال “لم أصدق في بادئ الأمر الخبر الذي سمعته، وكنت أظن أن الكاف سوف ترجئ العقوبة إلى ما بعد نصف نهائي هذه المنافسة، لكن الحقيقة أننا سنلعب من دون جمهورنا، وهو ما سيؤثر علينا سلبا، لكننا مجبرون على التعامل مع هذه العقوبة، ورغم أن لاعبينا سوف يلعبون من دون ضغط، غير أن حضور الجمهور هو الذي يبعث الحماس والحرارة في قلوبهم.. لكن، الله غالب، هكذا أرادت الكاف أن تكون المباراة”. وعن تحضيرات الفريق لهذه المباراة، رد ماضوي “كل الأمور الجدية قد فصلنا فيها، فالتشكيلة الأساسية واضحة المعالم، والتحضيرات التقنية والبدنية أنجزت، ولم يبق لنا خلال الحصتين التدريبيتين المتبقيتين، سوى التركيز على الجانب النفسي لتحفيز اللاعبين، وكيفية تعاملهم مع مدرجات ستكون فارغة”. وعن المنافس الكونغولي مازيمبي، قال ماضوي “هذا الفريق معروف لدى كل الرياضيين الأفارقة، فهو فريق قوي، وله تقاليد كبيرة في هذه المنافسة، ومع ذلك، فهو غير ذلك الفريق الكبير الذي خاض المنافسة في موسم 2010 / 2011، ونحن وقفنا على نقاط قوته وضعفه، وسف نضع الخطة المناسبة للإطاحة به، لأن الهدف الأول في هذه المباراة يبقى الفوز ولو بهدف يتيم، سنحاول الدفاع عنه خلال مباراة العودة، وذلك لعلمنا بأن هذا الفريق يحسن التفاوض خارج ميدانه، ويملك خط هجوم قوي يجب الحذر منه”. وتمنى خير الدين ماضوي الفوز بمباراة يوم السبت حتى يرد بها اللاعبون على قرار الكاف، وكذا يهدون الفوز للأنصار الذين سيكونون الغائب الأكبر عن هذه المباراة.