يحمل عيد الأضحى المبارك قصصا طريفة تشكلت في صور فعل الخير والإحسان إلى عائلات يتامى وأرامل ومرضى أصيبوا بأورام خبيثة أقعدتهم، ومشاهد فرح بين الأيتام تعجز الكلمات عن التعبير عنها، خاصة أنهم لم ينتظروا أن تكون هدية العيد خروفا، أو يدًا ممدودة إليهم لتشاركهم فرحة العيد. وضع “أنيس” صاحب الثماني سنوات محفظته على ظهره النحيف وقبّل جبين والده المقعد على فراش المرض وأغلق الباب من ورائه في رفق قاصدا مدرسته القريبة من مسكنه المتواضع، لكن أحد معارف والده استوقفه وهو يقطع الطريق وأخبره أن لا مدرسة اليوم “ستأتي معي فلدي مفاجأة لك”، اندهش الصغير وتعجب من كلام الرجل، وسار معه إلى عنوان قريب، لم يصدق أنيس وهو يرى خروفا أقرن ينظر إليه وكأنه يستعجله ليأخذه إلى مسكن والده، صاح الصغير من شدة الفرح وشكر الرجل وعاد بهدية العيد إلى والده المريض يقفز مبتهجا. محمد ينام مع خروفه وأمين يحدث طوارئ على الأنترنت كانت عائلة “محمد” تحضّر للاحتفال بعيد الأضحى في غياب والده الذي اختطفه الموت ودون أن تفكر في الأضحية، فظروفها المادية لا تسمح ثم حزنها على رحيل الوالد أفقدها طعم الاحتفال، لكن هناك من كان يعلم بحالهم ويفكر فيهم، وأراد أن يدخل الفرحة على الصغار اليتامى وأمهم الأرملة التي لم تصدق ما رأت، خروف أقرن يدخل البيت وصغارها يصيحون في فناء الدار “خروفي”، شكرت الوالدة المحسنين، وبدأت في التحضير للاحتفال بالمناسبة كما فعلت مع زوجها الراحل. وفي ليلة العيد شعرت بالانزعاج والقلق نهضت وتفقدت غرفة صغارها فلم تجد أوسطهم، خافت وأضاءت الفناء والخوف يعصر قلبها، لكنها بعد لحظات استعادت أنفاسها بعد أن عثرت على صغيرها نائما بجوار “خروفه”. أما “أمين” فلم يكن بالسعيد والمسرور، فقد اهتدى إلى فكرة وحمل قلما وورقة وخط رسالة إلى جمعية كافل اليتيم الخيرية، كانت كلماته مؤثرة ومحزنة، قال فيها إلى المسؤول عن الجمعية “لما عانقتني في ذلك اليوم شعرت أن والدي عاد إلى الحياة وعانقني، فرحت وقتها وشعرت براحة وسكينة، ولكن ما يحزنني في المدرسة حديث زملائي التلاميذ عن شراء أهلهم ل “كبش العيد”، كل واحد منهم يتباهى ويقول “والدي سيشتري لنا اليوم أو غدا خروفا نضحي به”، فأقوم وأتركهم في حديثهم والحزن يكاد يقتلني”.. ويواصل في رسالته التي نشرها على الأنترنت قائلا: “أصارحك كنت أحلم بأن آخذ خروفي وأزور قبر والدي، وأخبره بأننا سنضحي مثل أترابي..”، وختم رسالته والمفاجأة أن سيدة محسنة قرأت الرسالة الإلكترونية واتصلت بالقائمين على الجمعية وحملت إلى أمين “خروفا” أعاد إليه طعم الحياة. أغرب قصة “خروفي” وقعت في العيد.. تصدق محسنون دفعة واحدة ب23 خروفا وبعد أن خططوا وحرروا قائمة للعائلات الفقيرة واليتيمة لتسليمها هدية العيد وأوكلوا المهمة إلى معارف لهم، جلبوا شاحنة صغيرة وحملوها بالخرفان التي بدت عليها علامات السرور، وقصدوا أول عائلة معوزة لتسليمها الأضحية، لكن العائلة المطلوبة شكرتهم وأخبرتهم أن محسنا تصدق عليهم بخروف البارحة، فقصدوا عائلة ثانية وكان جوابها مثل الأولى، فقد أهداهم محسن آخر خروفا منذ يومين، انطلقوا من جديد وقصدوا عائلة ثالثة ثم رابعة وخامسة إلى غاية العائلة العشرين، فالجميع اعتذر وشكرهم على هديتهم، لأن هناك من سبقهم إليهم وأهداهم أضحية، ولم يجد المكلفون بتسليم هدية العيد من حل إلا البحث عن عائلات أخرى جديدة لصرف تلك الهدايا التي علقت في رقابهم، وأكملوا المهمة بالتمام مع حلول الظلام.