كشفت التحريات التي أجرتها مصالح الأمن المختصة مع الدبلوماسيين الجزائريين اللذين كانا مختطفين في مالي وتم الافراج عنهما نهاية أوت الماضي، عن تورط باريس في دفع الفدية لحركة التوحيد والجهاد الإرهابية واقتراح الحكومة القطرية دفع الفدية لإطلاق سراح الجزائريين وهو ما رفضته الجزائر. ونقلت صحيفة "الحياة"، اليوم الخميس، عن مصدر مطلع مقرب من الدبلوماسية الجزائرية، قوله إن "التحقيقات التي أجريت مع الدبلوماسيين قدور ميلودي ومراد قسيس، كشفت تورط فرنسا في تقديم الفدية للإرهابيين"، وهو ما يؤكد شكوكا سابقة حول تورط باريس في تقديم الفدية للمجموعات الإرهابية التي تختطف رعايا فرنسيين عبر العالم. وحسب معلومات "الحياة"، فإن الدبلوماسيان الجزائريان أكدا أن أمير المجموعة الإرهابية التي خطفتهم عبد الرحمان ولد عامر الشهير باسم "أحمد التيليمسي" أبلغهما أن الحكومة الفرنسية قدمت مبلغا كبيرا يقدر ب 40 مليون دولار للقاعدة، مقابل إطلاق سراح الرعايا الفرنسيين. كما كشف الإرهابي التيليمسي بحسب الدبلوماسيين المفرج عنهما، أن الحكومة القطرية أعربت عن استعدادها لتقديم المبلغ الذي طلبه الإرهابيون للإفراج عنهما بدلا من الحكومة الجزائرية، لكن الجزائر رفضت العرض القطري، وأصرت على عدم تقديم أي فدية احتراما لمبادئها ولعقيدتها الدبلوماسية واحتراما لمبادئ القانون الدولي، حسب قول المصدر السالف الذكر. وكان التنظيم المسلح "التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"، اختطف 7 رهائن جزائيين من غاو شمال مالي في 6 أفريل 2012، ثم أطلق سراح 3 منهم في جويلية 2012، واغتال الطاهر تواتي، في حين توفي القنصل العام في غاو بوعلام سياس متأثرا بمرض مزمن كان يعاني منه منذ سنوات خلت.