حدثنا عن رحلة وصولكم إلى غزة؟ انطلق الوفد يوم الخميس من الجزائر ووصلنا القاهرة ومكثنا ليلة كاملة فيها، ويوم الجمعة توجهنا إلى العريش للدخول إلى غزة، وأبلغنا الجانب المصري اعتذاره دخول الوفد إلى غزة بسبب عودة الحجاج الفلسطينيين على المعبر، وفي اليوم التالي انطلقنا مرة أخرى على الساعة السابعة صباحا ووصلنا الصالة المصرية بعد عشر ساعات، الساعة الرابعة والنصف بتوقيت غزة. هل من صعوبات واجهتكم خلال دخولكم من مصر إلى غزة؟ إن هناك بعض الصعوبات التي واجهتنا حيث الإجراءات الأمنية، وفي الحقيقة تعبنا وأرهقنا ولكن تحول التعب إلى فرحة عارمة منذ أن وطأت أقدامنا أرض غزة، ومن هنا أود أن أوجه كلمة شكر إلى سعادة السفير الجزائري في مصر نذير العرباوي، على اطمئنانه علينا وتواصله الدائم معنا لحظة بلحظة ووفر لنا سيارات الوصول وكان معنا مندوب من السفارة الجزائرية في جمهورية مصر العربية. الآن أنتم على أرض غزة بماذا تشعرون؟ لا يوجد وصف في الحقيقة بوجودنا في هذه الأرض المباركة، وكأننا نعيد ما قام به العالم الصوفي سيدي بومدين من مدينة بجاية بعد صلاح الدين الأيوبي مع الأمازيغ الأحرار . ما هي مهمتكم، وكم من الوقت يمكث الوفد الطبي في غزة؟ بداية نعبّر عن فرحة الوفد الطبي الجزائري الغامرة وسعادتهم برؤية أهل غزة الصامدين المرابطين. يضم الوفد 15 طبيبا متخصصا وسنحاول أن نضمد الجراح وسيجري الوفد عمليات في تخصصات جراحة المخ والأعصاب والعظام، وجراحة الحروق والتجميل، وسيشمل تخصصات عيادة القلب والأطفال وذلك للمساهمة في إجراء عمليات جراحية لمصابي الحرب الأخيرة، وهذا الوفد من أصل ثلاثة وفود ستصل غزة في الأيام القادمة لعلاج جرحى العدوان، وإن شاء الله نبقى في غزة 15 يوما وإن وجدناها غير كافية نمكث أكثر. هل درستم الحالات الحرجة وكيف تتم آلية عملكم؟ نعم، عقدنا ورشة عمل مع الأطباء في غزة لسير العمل ولدراسة الحالات في كل التخصصات، وشرع الأطباء في معاينة المرضى والجرحى في العديد من المستشفيات بغزة، جراحة العظام والتجميل والأعصاب ستجرى بالمستشفى الجزائري بخان يونس، جراحة المسالك البولية والجراحة العامة بمستشفى بلسم، جراحة القلب ستجرى بمستشفى الشفاء، جراحة العيون ستجرى بمستشفى العيون ومستشفى الشاطئ. من هم القائمون على إرسال الأطباء الجزائريين إلى غزة؟ الوفد جاء برعاية وإشراف وتنسيق جمعية العلماء الجزائريين برئاسة الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، والدكتور عمار طالبي، رئيس هيئة الأمانة لجمعية العلماء الجزائريين، وجمعية جزائر تضامن التي أترأسها. وفي الأيام القادمة ستصل قافلة إغاثة كبرى مكونة من ست حاويات كبيرة محملة بالأدوية والمساعدات، هي الآن موجودة في القاهرة وستصل غزة قريبا.