هل أحس المجتمع الدولي حاليا بخطورة تنظيم “داعش” حتى صار في حرب عالمية على الإرهاب تقودها أمريكا، أم أن هناك أهدافا خفية وراء هذه الحرب؟ الحديث اليوم عن تدمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” في حملة عالمية تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحشد لها قوى دولية، وكأن “داعش” أصبحت قوة دولية عظمى تتطلب كل هذا التحالف الدولي، ما يطرح عدة تساؤلات عن الغايات غير المعلنة التي تتجاوز السيطرة والقضاء على تنظيم “داعش”، خاصة أن هذا الأخير كان متوقعا في بداية ظهوره في مناطق محصورة وتتصف بصفة الدول الفاشلة وهي العراق وسوريا. لكن شيئا فشيئا أخذ يتمدد ويتوسع دون وجود إستراتيجية دولية للقضاء عليه، ومع نوعية العمليات الدموية والعنيفة التي يكرسها في مناطق تواجده وسيطرته على أهم وسائل التمويل كآبار النفط، وإعلانه قيام “الخلافة” ظهر للمجتمع الدولي أن هذا التنظيم لم يعد محدودا في منطقته التقليدية بل تمدد نحو تركيا والشرق الأوسط وليبيا، ويحاول الآن توطين أقدامه في شمال إفريقيا بمساعدة الجماعات الإرهابية التقليدية التي تمده بالدعم اللوجستيكي والمعلوماتي وهو ما يسهل توغله في منطقة الساحل الإفريقي. كيف يمكن قراءة عدم توجيه تنظيم “داعش” ضربات في الدول الغربية كما فعلت القاعدة في أحداث 11 سبتمبر 2001؟ في البداية أود أن أوضح أن تنظيم “داعش” هو الوجه الجديد والمتطور للقاعدة وأنه الجيل الرابع من الإرهاب، فعقيدة كليهما هي العنف والقتل والتدمير من جهة، والتوسع في أكبر الدول العربية وإقامة ما يسمى بدولة الخلافة على أساس مذهبي وطائفي، وبالتالي إلغاء الحدود الإقليمية الراهنة للدول من خلال تمددها، وتدفع بالتالي كل المنطقة العربية اتجاه إعادة رسم تلك الحدود وفق أجندة القوى الدولية، أي تنفيذ معاهدة سايكس – بيكو الجديدة. إن النتائج مازالت وستكون لمصلحة الكيان الصهيوني وبالتالي تبقى إسرائيل دولة قوية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط. كما يجب ألا نغفل أن هذا التنظيم ما كان ليظهر لولا الولاياتالمتحدةالأمريكية التي رعته منذ بدايته الأولى، حتى بات وسيلتها للإطاحة بالنظام السوري ومحاصرة النفوذ الصيني والروسي وإلغاء الدور الإيراني في المنطقة وتنفيذ الإستراتيجية الغربية في المنطقة العربية التي باتت تلوح ملامحها الجديدة.