انطلق منذ أيام موسم الحرث والبذر عبر معظم الولايات الفلاحية، وسط مخاوف كبيرة من استمرار تأخر نزول الغيث، خاصة وأن ديوان الأرصاد الجوية لا يتوقع تهاطل الأمطار خلال الأيام المقبلة بسبب الضغط الجوي المرتفع المتمركز بالبحر الأبيض المتوسط. سجل شهر سبتمبر هذه السنة تساقط كميات قليلة من الأمطار مقارنة بالمواسم الماضية، وهو نفس الوضع الذي يسجل منذ بداية شهر أكتوبر، حيث سقطت أمطار متفرقة، إلا أن استمرار الوضع، حسب مختصي الفلاحة، يهدد الموسم الفلاحي بالنظر للأهمية الواسعة لكميات الأمطار المتساقطة خلال هذه الفترة ودورها في تسهيل عملية الحرث والبذر ومن ثمة تسريع نمو البذور. وعن تأثير هذا الوضع أكد عضو بإتحاد الفلاحين، مختار بغدادي ل«الخبر”، عن حقيقة تأخر نزول الغيث، وأشار إلى سلبيات هذا الوضع على موسم الحرث والبذر، فعلى الرغم، حسبه، من أن معظم الولايات الفلاحية انطلقت في العملية كون الموسم ينطلق عادة بداية من 15 أكتوبر، إلا أن كثيرا منهم متخوف من هذا الأخير في حال استمر “شح السماء”، خاصة وأن شهري سبتمبر وأكتوبر مهمان جدا لذلك. وعن تأثير استمرار هذه الأجواء المناخية على الموسم الفلاحي، قال ممثل الاتحاد ‘'لحد الآن لا يمكن القول إن هناك تأثيرا سلبيا على الفلاحة بصفة عامة، لأنه يمكن أن تسقط الأمطار في شهري نوفمبر وديسمبر، وهي من شأنها تعويض حالة الاضطرابات المسجلة حاليا''، مع العلم أن عددا مهما من الفلاحين أكدوا أن استمرار هذا الجفاف سيجعل الجليد الذي يلاحظ وجوده خلال الشهرين المقبلين صباحا من شأنه التأثير على النمو السليم للبذور ومن ثمة جني محصول بنوعية جيدة. من جهتها، اتخذت وزارة الفلاحة كافة التدابير استعدادا لأي طارئ خلال المرحلة المقبلة، وحسب ما صرح به رئيس خلية الإعلام جمال برشيش، فإن الوزارة وجهت تعليمات إلى التعاونيات الفلاحية لتزويد الفلاحين بآلات السقي لتحضير الأرض لعمليتي الحرث والبذر، على أن يدفع هؤلاء تكاليف الاستفادة من الآلات بعد جني محصولهم في آخر الموسم الفلاحي، كما أكد أن الوزارة في اتصال دائم مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية وفق اتفاقية بين الطرفين للتعرف على أحوال الطقس يوميا وتقديم التوقعات لخمسة أيام مقبلة على الأقل، ليتم بعدها إعلام المديريات الفلاحية بآخر التطورات. ففي مثل الأوضاع الحالية، تقوم الوزارة بتنبيه الجهات المعنية للجوء إلى السقي خلال الفترة المقبلة إذا لم تتساقط الأمطار. في المقابل أكد فاتح بن شعبان، مهندس بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، أن الأمطار فعلا تأخرت هذه السنة مقارنة بمواسم ماضية، وعلى الرغم من أنها “حالة طبيعية” سبق وسجلوها في السنوات الماضية، إلا أنها تبقى ظاهرة ستؤثر سلبا في حال استمرارها، وفي هذا السياق أشار بن شعبان إلى توقعات ديوان الأرصاد الجوية للأيام المقبلة التي لم يتضح فيها بعد عدم وجود أي اضطراب جوي قريب. وعن تفسير هذه الحالة، تحدث ذات المسؤول عن تمركز ضغط جوي مرتفع ينشط حاليا بدول البحر المتوسط حال دون وصول الاضطرابات من شمال أوروبا إلى شمال إفريقيا، ومع هذا فحالة جوية، حسبه، من هذا النوع تقبل الاحتمالين وهو يمكن تلاشيها كما يمكن استمرارها، لكن لمدة معينة ما يعني إمكانية عودة الأمطار في شهري نوفمبر وديسمبر.