وجهت وزارة التربية تعليمات إلى مديرياتها الخمسين عبر الوطن تدعوهم فيها إلى ضرورة تعميم الطور التحضيري، وتسمح لهم بإمكانية تخصيص قاعات داخل المؤسسات التربوية من ابتدائيات ومتوسطات لاستقبال الأطفال في هذه المرحلة، ويأتي هذا خاصة في الجنوب والهضاب العليا والمناطق النائية التي لا تتوفر على مؤسسات خاصة بهذا الطور. وحسب مصدر من مديرية التربية وسط، فإن هذا الإجراء يأتي في إطار مشروع إلزامية الطور التحضيري “تدريجيا” في كامل الولايات، غير أن الوِزارة الوصية واجهت مشكل عدم توفر قاعات في المؤسسات من أجل استقبال التلاميذ في الطور التحضيري، خاصة أن جميع الأطفال معنيون به، وأفاد نفس المصدر بأن المشروع سينطلق بشكل تدريجي، إذ يجب أن يدخل الطفل في سن متقدمة ليتلقى تعليمه في الطور التحضيري، فيما يلزم جميع مديري المؤسسات التربوية وخاصة المتوسطات والابتدائيات بتخصيص القاعات الشاغرة على الأقل لاستقبالهم، هذا في حالة الانعدام التام للمؤسسات والقاعات التي يمكن أن تخصص للأقسام التحضيرية. كما شددت الوزارة على ضرورة فتح هذه الأقسام الخاصة في المناطق النائية والجنوب والهضاب العليا، من أجل يكون الطور التحضيري بمثابة الطور التمهيدي الذي يُساعد الطفل على تلقي المعلومات، مع مراعاة خصوصية هذا الطور المتمثلة في تخصيص مساحات أكبر للطفل. وشددت الوزارة على أن تكون البرامج “متغيرة” من منطقة لأخرى بحسب ما يحتاجه التلميذ في كل منطقة، وما يحتاجه من معلومات يستفيد منها في باقي الأطوار الدراسية (ابتدائي، متوسط، ثانوي) خاصة أن بعض المناطق تعاني من نقص في أساتذة بعض المواد على غرار اللغات الأجنبية والرياضيات. وحسب نفس المصدر، فإن الوزارة لا يمكن أن تلجأ إلى إجبارية التحضيري في الوقت الراهن لغياب المؤسسات التعليمية، فيما ستتابع العملية عن قرب من أجل ضمان تطبيقها على أرض الواقع من طرف المديرين المجبرين مستقبلا على تخصيص الأقسام الشاغرة لاستقبال أطفال الطور التحضيري في المناطق التي لا تتوفر على مؤسسات خاصة بهم، حيث لا يجب أن يؤثر هذا القرار على تمدرس التلاميذ العاديين في المؤسسات التربوية. ويذكر أن وزارة التربية الوطنية شددت على ضرورة تزويد المدارس القرآنية بالخبرة العلمية والبيداغوجية الضرورية لتمكينها من أداء مهمتها، وذلك عبر الشروع في تأطير المعلمات في مجال التكوين في الطور التحضيري، والاتجاه نحو “تقريب البرامج التي يُلقَّنها التلميذ في التحضيري والمسجد، ويأتي هذا في إطار التعاون بين وزارتي التربية الوطنية والشؤون الدينية والأوقاف، ما يسمح بتنسيق “أمثل” كفيل بالسماح للأطفال في سن التمدرس في الطور التحضيري باكتساب القواعد “الضرورية” لنجاحهم في الطور الابتدائي.