أفاد تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية حول الأمن الغذائي العربي، الذي تم تقديمه اليوم الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان، بأن البلدان العربية تستورد نحو نصف حاجياتها من المواد الغذائية الأساسية. وأوضح التقرير، الذي قدمه الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية خلال افتتاح المؤتمر السنوي للمنتدى تحت شعار "الأمن الغذائي: تحديات وتوقعات"، أن العجز الغذائي في العالم العربي يبرز من خلال نسبة الاكتفاء الذاتي البالغة نحو 46 في المائة بالنسبة للحبوب، و37 في المائة للسكر، و54 في المائة للدهون والزيوت. واعتبر أن البلدان العربية "أخفقت إلى حد كبير في مواجهة التحديات الناجمة عن محدوديات الطبيعة"، عازيا "الوضع المتردي للإنتاج الزراعي أساسا إلى السياسات غير الملائمة، وضآلة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، وضعف التنمية الزراعية، وغياب التعاون الإقليمي". وحسب التقرير، فإن الإنتاج الزراعي في البلدان العربية يواجه تحديات كبيرة، في مقدمها الجفاف ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وندرة مصادر المياه، والنمو السكاني المتسارع، فضلا عن مضاعفات تغير المناخ. غير أن التقرير أوضح أن البلدان العربية قادرة على تعزيز إنتاجها الغذائي بحزمة تدابير، في طليعتها تحسين الإنتاجية وكفاءة الري والتعاون الإقليمي، مضيفا أن إنتاج مزيد من المحاصيل الزراعية بمياه أقل يعتبر خيارا ذا أهمية كبرى في تعزيز الأمن الغذائي للبلدان التي تعاني ندرة في المياه. وقال إن المحاصيل الزراعية قابلة للزيادة بمعدل ضعفين أو ثلاثة من خلال استخدام مياه المطر المجمعة. وأشار إلى أن متوسط كفاءة الري يقل في 19 بلدا عربيا عن 46 في المائة، موضحا أن رفع هذا الرقم إلى 70 في المائة كفيل بتوفير 50 بليون متر مكعب من المياه سنويا. كما أن مياه الصرف "ما زالت غير مستغلة إلى حد كبير" في الاستخدام الزراعي في البلدان العربية وفقا للتقرير الذي أكد على ضرورة تشجيع البديل المتمثل في إعادة استخدام المياه للري. وحسب المصدر ذاته فإن إنتاجية الحبوب في المنطقة العربية متدنية إجمالا، خصوصا بالنسبة للحبوب الرئيسية، إذ تبلغ نحو 1133 كيلوغراما للهكتار في خمسة من البلدان الرئيسية في إنتاج الحبوب (الجزائر والعراق والمغرب والسودان وسورية)، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ نحو 3619 كيلوغراما للهكتار. أما بخصوص الثروتين الحيوانية والسمكية، فقال تقرير الأمن الغذائي العربي إن البلدان العربية "شبه مكتفية ذاتيا" على مستوى الأسماك، لكن نحو 25 في المائة من الطلب على اللحوم يلبى عن طريق الواردات، متوقعا أن تزيد هذه النسبة مستقبلا بسبب زيادات السكان والثروة والتحضر.