عند نقطة حدودية في معبر رفح الفلسطيني، أفرغت مساعدات جمعية العلماء الجزائريين “قافلة الجزائرغزة 3” في الشاحنات الفلسطينية، بعد تأخير طويل بسبب الأحداث الأمنية في مصر. اتصلت بالشيخ يحيى صاري، وقبل أن أكلمه بشرني قائلا “لقد وصلت المساعدات إلى غزة”، كأنها كانت مأسورة، لتكون بلسما شافيا على جراحات مرضى القطاع الذين لا يزالون يئنون تحت وطأة الحصار المتواصل للعام الثامن على التوالي. في صف واحد وعلى مدى رأي العين، انطلقت قوافل المساعدات المحمولة على السيارات الفلسطينية إلى مكان تفريغها في خان يونس، فأين تتجه تحديداً؟ سؤال أجابنا عنه الشيخ يحيى صاري “هذه الأدوية موجهة إلى المستشفى الجزائري في خان يونس، وإذا زادت عن حاجة المستشفى توزع إلى المستشفيات الأخرى، كما في السابق، بإشراف وزارة الصحة في غزة”. ومازالت حركة الأفراد مستمرة في مخازن المستشفى الجزائري بخان يونس جنوب قطاع غزة لتفريغ الأدوية والمستلزمات الطبية، وصنف الشيخ صاري ما هو على متن القافلة “96 طنا من الأدوية، و699 صنف من الأدوية الحيوية والهامة، 400 نوع من المستهلكات الطبية، وعتاد طبي، وتقدر بحوالي 4 مليون دولار”. وكان من المفترض أن يرافق لخضر عزيزي القافلة لدخول غزة، لكن لم يأذن له بالدخول إلى القطاع بسبب الأحوال الأمنية في سيناء، فينتظر إما الدخول أو الرجوع إلى الجزائر، ولظرف آخر هو أن معبر رفح قد لا يبقى مفتوحا. ووقف زياد على مقربة من سيارة المساعدات الجزائرية وهو يردد “تحيا الجزائر تحيا الجزائر.. ليست مساعداتكم التي وصلت إلينا بل قلوبكم وهبتموها لنا لنحيا”، وفي هذا الاتجاه قال الشيخ يحيى صاري في تصريح ل“الخبر”، “عندنا الآن في الجزائر كميات كبيرة جدا من الأدوية والأفرشة وغيرها، وننتظر إعطاءنا الرخصة لإدخالها إلى غزة، مضيفا أنها الآن موجودة بكميات كبيرة تقدر بحوالي 70 حاوية من الحجم الكبير، وكل شيء مترتب على فتح معبر رفح. دخلت القافلة غزة بمتابعة حثيثة من السفير الجزائري في القاهرة، وكان القنصل الجزائري يرافق القافلة من القاهرة إلى معبر رفح. وأكد الشيخ يحيى صاري نائب رئيس هيئة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء وناطقها الرسمي ل “الخبر” أمس، أن كلا من نجيب بومداوي مسؤول التنظيم في الهيئة ولخضر عزيزي مسؤول الإعلام رافقا قافلة المساعدات الإنسانية الجزائرية إلى غزة أمس، بعد أن تم شحنها أول أمس الأحد من ميناء بور سعيد المصري ونقلها في شاحنات إلى مدينة العريش شمال سيناء، حيث باتوا هناك، ثم تم نقلها من العريش إلى معبر رفح وإعادة شحنها في شاحنات فلسطينية. من جانبه دعا عبد الكريم رزقي مسؤول العلاقات الخارجية في هيئة الإغاثة في اتصال مع “الخبر”، السلطات الجزائرية إلى التدخل مجددا للسماح بنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع بقيمة مالية تقدر بنحو 100 مليار سنتيم، عبارة عن تبرعات من الشعب الفلسطيني إلى شقيقه الفلسطيني، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الذي لعبته الرئاسة الجزائرية وسفارة الجزائربالقاهرة في سماح السلطات المصرية بعبور المساعدات الجزائرية إلى غزة، بعدما كانت مهددة بالبيع في المزاد العلني، مشيرا إلى أنه رفع قبل أيام رفقة رئيس هيئة الإغاثة عمار طالبي رسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية استلمها بالنيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية الذي وعدهم خيرا، ليتصل بهم بعد أيام سفير الجزائربالقاهرة ويعلمهم أن السلطات المصرية وافقت على إدخال المساعدات الجزائرية إلى قطاع غزة.