عاد، ظهر أول أمس، خمسة أفراد من عائلة المقاوم المغربي “الطيب الحمليلي” إلى المغرب عبر المركز الحدودي العقيد لطفي، بعدما سلمتهم مصالح أمن دائرة مغنية إلى شرطة الحدود المغربية، في الوقت الذي تترقب البقية عودتها من مكان دخولها إلى الجزائر، بعدما تطمئن على الوضع من خلال من التحقوا مساء أول أمس بمسكنهم. وتقرر يوم الأربعاء الماضي ترحيل العائلات المغربية إلى بلدها بضمان سلطات وجدة. وأثناء التحضير لإجراءات الترحيل تبين أن من أفرادها من يحمل بطاقة هوية ومنهم من لا يحملها. فتقرر نقل حاملي الهوية عبر المركز الحدودي العقيد لطفي والبقية عبر المكان الذي دخلوا التراب الجزائري من خلاله. ومساء ذات اليوم نقلت عناصر الدرك 5 أفراد إلى مركز الحدود الرسمي لتسليمهم إلى الجهة المغربية في الوقت الذي استضافت فيه عائلة جزائرية على الحدود الباقي قبل رحيلهم. وما حدث أن شرطة الحدود المغربية رفضت استلام مواطنيها وطالبت بإحضارهم عن طريق الشرطة، الأمر الذي فرض مبيتهم بمغنية ثم نقلهم ظهر أول أمس من قبل أمن الدائرة إلى الحدود حيث جرى التسليم. وفي وجدة حققت معهم شرطة المملكة إلى غاية الساعة 11 ليلا بتوقيت الجزائر، ثم أخلت سبيلهم ليلتحقوا بسكناهم وأرضهم في ظروف عادية. بينما البقية انتظروا في ضيافة العائلة الجزائرية إلى أن يطمئنهم من التحقوا قبلهم بأن يدخلوا ديارهم بسلام ثم يعبرون الشريط الحدودي. وخلال تواجد خمسة أفراد من عائلة “إيبدري” بمغنية، انفردت “الخبر” بأحدهم وصرح لها أن الأرض سلمها إياهم الجزائري بن هدر الطيب في سنة 1964، وفي 1973 طالب والدهم السلطات المغربية بتسوية وضعيتهم لشرائها، وكان يدفع دوريا ثمن إيجارها إلى غاية 1982، أين وافقت السلطات المحلية على الطلب بعد وفاة الأب، غير أنها تماطلت في التسوية. وفي سنة 2008 تفاجأوا بطلب إخلاء الأرض التي مساحتها 17 هكتارا. ومنذ ذلك التاريخ والحكم يتأرجح إلى غاية أن حضرت الجرافة لتهديم البيت. “وأمام هذه المذلة هربت والدتي الطاعنة في السن نحو الحدود الجزائرية فتبعتها شقيقاتي وبعدها أنا وأخواي تاركا خلفي بنتي وولدي”. وأكد أن 13 عائلة كانت تريد الهروب، لكن لم تقدر سوى 3 منها تتكون من 13 فردا دخلوا الجزائر رافعين راية السلام. ولم يفوّت المتحدث الفرصة ليشيد بالاستقبال الذي خصهم به حرس الحدود الجزائرية، ومصالح الدرك الوطني ثم مصالح الشرطة والعائلات الجزائرية. “ولا يمكننا أن ننسى جميلهم هذا”. وعن عودتهم ذكر أن والي وجدة طلب منهم ذلك عن طريق وسطاء ووعدهم بإعادتهم إلى مساكنهم معززين مكرمين. يذكر أن السلطات المغربية تواصل تحقيقها مع من استولى على الأرض التي طردت منها عائلة إيبدري الشهير بالطيب الحمليلي، والتي هي في الأصل ملك للجزائري بن هدر الطيب التي ولد فيها والده “المقدم العربي” ومكث بها 114 سنة ومات فيها سنة 1945. مع العلم أن “الحاج الطيب” طرد منها وعائلته في سنة 1963 من قبل المغاربة.