قاد شباب متطوع ومحسنون من كل مكان من مناطق ولاية المسيلة، حملة تآزر وتضامن واسعة للتكفل بآلاف المترشحين لشهادة البكالوريا القادمين من مناطق بعيدة في الولاية، وهذا في غياب تام لأجهزة الدولة الرسمية، حيث سهر هؤلاء بما توفر لديهم من إمكانيات على إطعام وإيواء المترشحين في هبة تضامنية قل نظيرها. في مدينة المسيلة، قامت جمعية الحضنة للنشاطات الشبانية الكائن مقرها بحي اشبيليا، بالتكفل بأزيد من 900 مترشح قدموا لإجراء امتحان البكالوريا من عدة مناطق نائية من الولاية، بمركزي امتحان ثانوية محمد الغازي بحي 608، ومحمد الشريف مساعدية، ومدرسة المهدي بن بركة بذات الحي التي تحولت عشية الامتحان إلى خلية نحل وسباق ضد الزمن لتوفير سبل الراحة بهؤلاء بما فيها الإطعام وأجواء المراجعة والإيواء للفتيات على الخصوص. ويرى رئيس الجمعية ياسين بوضياف وفريقه، أن هذه الالتفاتة تتعلق بالجانب الإنساني الذي دأبت عليه هذه الأخيرة منذ عدة سنوات، على غرار إفطار شهر رمضان الذي تقوم بتنظيمه كل عام بمساعدة المحسنين وربات البيوت وغيرها، فيما استقبل الطلبة والطالبات هذه المبادرة بالكثير من الامتنان. وفي حمام الضلعة لم يخرج صاحب فندق المهدي عن القاعدة، حيث قام هذا الأخير بفتح أبواب الفندق على مدار الساعة للطلبة الممتحنين في شهادة البكالوريا، كما أعلن في ذات السياق أن المبيت يكون مجانيا للفئتين ذكورا وإناثا خلال أيام الامتحان، وحتى القاطنين في المناطق المجاورة وغير البعيدة يُمكنهم التقرب من الفندق من أجل الراحة أو المراجعة في فترة ما بين الامتحان الصباحي والمسائي. كما قام أحد المحسنين بحي اشبيليا كذلك، بتخصيص مسكنه العائلي القريب من متوسطة أحمد شوقي للممتحنين طيلة أيام الامتحان، ضامنا بذلك الأكل والشرب وتوفير أجواء الراحة لهم. كما قامت جمعية “كافل اليتيم” الكائن مقرها ببلدية برهوم، بالتكفل بأزيد من 100 مترشح ومترشحة قدموا إليها من بلديات الديس وحمام الضلعة لإجراء الامتحان، وهي مظاهر سواء في هذا المكان أو ذاك أو في هذه المنطقة أو تلك، تركت استحسانا كبيرا في أوساط المترشحين وأعطت الانطباع أن فعل الخير في المسيلة عفوي ومتأصل.