فضّل الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، وفي أول خرجة إعلامية له بعد إعادة تنصيبه على رأس الحزب، الفصل في العديد من القضايا التي لازالت تثير الكثير من الجدل كقضية توريث الحكم لشقيق الرئيس سعيد بوتفليقة، مؤكدا أن توريث الحكم في الجزائر غير وارد، قائلا “نحن لسنا مصر. بوتفليقة المجاهد ليست له رؤى “مونارشيسية” ولا الشعب الجزائري، والذين يعرفون سعيد بوتفليقة يعلمون دون أي شك أنه لا يلعب في هذا الاتجاه”. بالمقابل، أكد أويحيى، الذي لطالما لقب ب”رجل المهام القذرة”، تأييده لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، مثمنا أيضا الجهود التي يقوم بها جهاز “دي أر أس” لحماية الوطن، مدافعا بذلك على قائدها الذي وصفه بالرفيق والأخ، الجنرال محمد مدين المدعو “توفيق”، فيما قلل من شأن الضجة التي أثارتها رسالة تهنئة رئيس الفريق أحمد ڤايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، للأمين العام للأفلان، عمار سعداني. لا انتخابات رئاسية وتشريعية مسبقة وبوتفليقة رئيسا حتى 2019 وضع أحمد أويحيى حدا لمطلب تنسيقية الانتقال الديمقراطي المتعلق بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة، مؤكدا أن “بوتفليقة سيكمل عهدته الرئاسية إلى غاية نهايتها سنة 2019”، وأنه لا انتخابات رئاسية مسبقة وأن الانتخابات التشريعية ستتم في آجالها المحددة سنة 2017. وحسب أويحيى، الذي دعا الجزائريين إلى تصديقه، فإن الرئيس بوتفليقة قادر على إدارة شؤون البلاد وتسيير جميع الملفات باقتدار. أما بخصوص مشروع التعديل الدستوري، فقال الرجل الأول في الأرندي إن الكشف عن هذا الأخير سيتم بشكل رسمي من خلال بيان لرئاسة الجمهورية. أويحيى يرد على حنون دعا أحمد أويحيى الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، دون ذكرها بالاسم، مستدلا بما صرحت به خلال الندوة الصحفية التي نشطتها يوم الأربعاء الماضي، إلى أن “تزن كلامها عندما تتحدث عن المؤسسة العسكرية”، قائلا إن “الأمر يصبح مقلقا عندما نقول إن رسالة ڤايد صالح اغتصاب لضمير الجنود والضباط”، وما يزيد من القلق أكثر القول إن “الرسالة تسببت في انقسامات داخل الجيش”. في السياق ذاته، أكد أويحيى أن “الجيش خط أحمر”، وأنه “إذا وصلنا نخلطوا في الجيش وين نروحو”. وعن الضجة الإعلامية التي أثارتها رسالة ڤايد صالح لسعداني، قال أويحيى “أنا آسف كجزائري أن تسييس المعاملات الطيبة بين الناس”، مضيفا أن رئيس الجمهورية شخصيا، ووزير الدفاع الوطني وقائد القوات المسلحة، كان قد بعث برسالة إلى الأفالان، بمناسبة انعقاد مؤتمره العاشر، غير مستبعد توجيهه رسالة مماثلة من قائد أركان الجيش، لتهنئته، بعد إعادة توليه منصب الأمين العام للأرندي. أعلن الولاء لحدّاد ودافع عن الجنرال توفيق كما اغتنم أويحيى فرصة الندوة الصحفية التي نشطها للرد عن أسئلة لويزة حنون بخصوص موقفه من “الأوليغارشيا” التي يقودها رئيس متدى رؤساء المؤسسات علي حداد، مؤكدا تأييده للرجل، ومتسائلا عن فحوى انتقاد لقائه بالسفراء الأجانب، عوض تهنئته على هذه المبادرة التي تهدف إلى استقطاب الاستثمار الأجنبي في ظرف تحتاج فيه الجزائر إلى رجال أعمالها داخل المنتدى وخارجه. من جهة أخرى، دافع أمين عام الأرندي بالنيابة عن جهاز الاستعلامات والمخابرات “دي. أر. أس”، الذي قال عنه إنه قدّم الكثير من التضحيات لإنقاذ البلاد. “داعش” ليس واقعا بعيدا عنا وعن الوضع الأمني للبلاد، أكد الأمين العام بالنيابة للأرندي أن داعش “ليس شبحا بعيدا عنا”، وأن بذرته انطلقت من الجزائر سنوات الإرهاب، وهو موجود حاليا بقوة في ليبيا، وبأسلحة جد متطورة، لا يمكن مقارنتها بتلك المستعملة سنوات التسعينيات. وثمن أويحيى مجهودات الجيش في محاربة الإرهاب، مؤكدا القضاء على شبكات توظيف “داعش” في الجزائر، حيث لا يلتحق، حسبه، بشبكات الجهاد في سوريا، إلا القليل من الجزائريين. وفي رد عن منتقدي قانون المصالحة الوطنية، قال أويحيى إنها “أنقذت الجزائر من إنزال أجنبي”، مضيفا بأن مؤامرات تهدف استقرار البلاد دارت سنة 2012 لزجّ الجزائر في فوضى الربيع العربي، مؤكدا أن البلاد لا زالت مبرمجة في سجل هذه الدول. على الجزائريين أن “يحزموا” أحزمتهم من جهة أخرى، قال أويحيى إنه من أولويات الحزب حاليا القيام بتوعية الجزائريين وإعلامهم بحقيقة الوضع الاقتصادي الذي آلت إليه البلاد، مؤكدا أنه لا غاز ولا بترول للتصدير بعد 10 إلى 15 سنة، ما يؤكد ضرورة استغلال الغاز الصخري. ودعا أويحيى الجزائريين إلى شد الأحزمة، قائلا “لازم نحزموا لنتغلب على المرحلة والمعركة تحتاج تجميد الجميع”. التحالف الجديد سيقوي مواقف أحزاب الموالاة وعن سؤال يتعلق بدوافع تشكيل تحالف رئاسي جديد، أوضح أويحيى بأن دعوته وجهت إلى الأحزاب المساندة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أن عملها الجماعي سيقوي من مواقف أحزاب السلطة، مستشهدا بأحزاب المعارضة التي اجتمعت وتحالفت لمعارضة النظام، رغم التناقضات التي تميز التوجهات السياسية لهذه الأحزاب.