ما نصيحتكم لمَن حاول الإقلاع عن التدخين والشّمّة في رمضان، لكنّه لم يستطع؟ ينبغي للمسلم أن يستسلم لأحكام الله وأن ينقاد لأوامره بالطّاعة والامتثال إن كان يعتبر نفسَه مسلمًا حقًّا، قال الله تعالى: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولَهُ أَمْرًا أَنْ تَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا”، وقال سبحانه: “إنَّمَا كَانَ قَوْلُ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ”. فالواجب على المدخِّن أن يُقلع عن التّدخين بعد علمه بحُكمه وهو التّحريم، طاعةً لله تعالى، وليس له أن يسوِّق أو أن يعتذر لمعصيته بعدم الاستطاعة أو القدرة في شهر الصّبر وجهاد النّفس. فرمضان فرصة للتخلُّص من تلك السّموم القاتلة وللتّوبة إلى ربّ العالمين، فلا بدّ من نيّة صادقة وعزم قويّ والله سييسِّر لك تركه والاستغناء عنها بعدما كان مستحيلاً. والله الموفق. ماذا يُقال للنّساء اللّواتي يقضين رمضان أمام شاشة التلفاز لمشاهدة الأفلام أو في الأسواق؟ إنّ شهر رمضان شهر مبارك، فيه أُنزل القرآن، في ليلة هي خير من ألف شهر، فينبغي للمسلم أن يشتغل بالقرآن في شهره، تلاوة وحفظًا وقيامًا داعيًا اللهَ أن يتقبَّل منه وأن يغفر له ويرحَمه ويعتقَه من نار جهنّم، وأن يجتهد في الطّاعة وأنواع البِرّ كالصّدقة وصلة الرّحم وبرّ الوالدين وغيرها. ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسوة حسنة، فلقد كان جوادًا كريمًا وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجودَ من الرِّيح المُرسلة، وكان يَعرض القرآن على جبريل عليه السّلام مع أنّ الله تعالى قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، ولكن ليكون عبدًا شكورًا صلّى الله عليه وسلّم. فمن الواجب علينا نحن وقد قصّرنا في حقّ الله أن نغتنم مثل هذه المواسم الفاضلة لنجني منها الحسنات ونكفِّر الذّنوب والسّيِّئات بالطّاعة فيها.والتلفاز وسيلة، وحكمها حسب ما يُوجَّه إليه وحسب ما يُشاهد فيه، فالوسائل دائمًا بحسب مقاصدها. والله أعلم. سؤال: امرأة حامل في الشّهر الأوّل، طلب منها الطّبيب الإفطار، إلاّ أنّها تصوم بمشقّة، فما حكم ذلك؟ قال الله تعالى: “يُرِيدُ اللهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ العُسْر”، فمَن شقّ عليه الصّوم فإنّه يُفطر ثمّ يقضي لقوله تعالى: “وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر”. وبما أنّ الطبيب طلب من هذه المرأة الإفطار، فإنّها تفطر وعليها القضاء، ويحرم عليها أن تُلقي بنفسها أو بجنينها إلى التّهلكة، غير أنّه إذا كان الإفطار لعِلّة تتعلّق بها هي فعليها القضاء فقط، وإن كانت من أجل جنينها فإنّها تقضي وتفدي، وهذا عند كثير من العلماء. والله أعلم.