وُلد الشّيخ أحمد بن يوسف الراشدي الملياني سنة 840ه - 1437م، وقيل سنة 836ه، في دامود أحد قصور توات، ومنه جاءت نسبته الدامودي. كانت بداية أمره في مساجد “رأس الماء” حيث انتقل صغيرًا من مسقط رأسه “دامود”، كما أخذ عن علماء تلمسانووهران، ثمّ انتقل إلى بجاية حيث تتلمذ على الشّيخ أحمد زروق، وأخذ عنه عهد الطّريقة الشاذلية، وسلك على يديه. تذكر بعض المصادر أنّه ساح في الأرض لمدّة تزيد عن 15 سنة بفاس وتلمسان وتاهرت وفجيج، ثمّ انتقل إلى الزاب وبلاد الجريد والقيروان وطرابلس والإسكندرية والقاهرة وجدّة، وحجّ وأقام بمكّة، ومنها انتقل إلى المدينةالمنورة حيث أقام هناك سنة كاملة. وبعد هذه الرحلة العلمية والرّوحية عاد إلى بلاده ينشر العلم والطريقة معًا، فأسّس زاويته ب«رأس الماء” بوادي الشلف، درّس بها مختلف العلوم الشّرعية، وكوّن فيها المريدين، وسرعان ما عرف شهرة واسعة في المنطقة والمناطق المجاورة، وعرفت طريقته “اليوسفية” شهرة وسمعة كبيرتين، في مختلف أرجاء المغرب الإسلامي، وعمّ نفوذه الصّحراء الجزائرية والمغرب الأقصى، وكوّن عدد من أتباعه جماعة تسمّى ب«الشرَّاقة” أو “اليوسفية”، وقد انحرفوا عن الدِّين فعاب عليه الفقهاء إلاّ أنّ الملياني تبرّأ منهم وقاومهم. توفي الشّيخ بالقرب من مدينة مليانة في سنة 931ه-1524م، ودفنه ابنه محمد بن مرزوقة في مدينة مليانة، وبنى له باي وهران “محمد الكبير” ضريحًا ومسجدًا في القرن الثاني عشر الهجري.