ولد الشيخ العلامة محمد الطيب بن مبروك بن عمار باشا، سنة 1873م بمرسط في ولاية تبسة، من عائلة فقيرة. تعلّم القرآن الكريم وحفظه وهو ابن السادسة عشرة من عمره على يد الشيخ سيدي علي باشا. ونظرًا لتقواه وورعه فقد قدّمه شيخه للصّلاة بالنّاس في صلاة التّراويح لمدّة أربع سنوات، وقد عرف بقوّة الحافظة والذكاء. رفض الدخول إلى المدرسة الفرنسية بمرسط الّتي أنشأتها الإدارة المستعمرة في إطار مشروع تدجين الأجيال الجزائرية. عيّنه الشيخ المكي بن عزوز بن العلامة مصطفى بن عزوز سنة 1893م في العوينات فأسّس بها المسجد العتيق ومدرسة قرآنية ومكث هناك ممثّلا عن الزّاوية الرّحمانية وقائمًا بالشؤون الدينية من وعظ وإرشاد وتحفيظ للقرآن الكريم إلى غاية 1913م. رحل إلى تونس طالبًا للعلم، حيث درس علوم العربية والتّفسير وعلوم الحديث والفقه وأصوله وعلم الفلك. أصبح مدرّسًا بجامع الزيتونة (1917م-1919م(، تتلمذ على يديه في هذه الفترة كلّ من الشيخين مبارك الميلي والعربي التبسي. عيّنه محمد الناصر باشا باي صاحب المملكة التونسية قاضيا في الحاضرة التونسية بموجب القرار الصادر عن الوزارة الكبرى يوم 25 ربيع الثاني 1337ه/28 جانفي 1919م. ثمّ عيّن قاضيًا في سوسة إلى غاية 1923م، حيث ترك تونس وعاد إلى الجزائر وذلك بعد ضغوط من أعيان تونس لتسخيره في تحويل أملاك المستضعفين بموجب أوامر قضائية. درّس في مساجد سيدي بن سعيد والجامع العتيق بتبسة، وكافح البعثات التنصيرية بمساعدة عمر بن نبي والد المفكر ملك بن نبي، ثمّ انتقل سنة 1924م إلى عنابة، حيث مكث هناك ينشر العلم بالجمع الكبير (جامع الباي) إلى غاية 1952م.