أفاد بلعيد عبد العزيز، رئيس جبهة المستقبل، بأن ”لا الحكومة ولا وزيرة التربية الوطنية ولا غيرهما، يملكون حق اتخاذ أي قرار بخصوص مصير ومستقبل بنات وأبناء الجزائريين”. وأوضح أنه ”ليس من صلاحيات الوزيرة أن تتخذ قرار إدراج الدارجة في المنظومة التربوية. وهي وغيرها يعرفون أن مثل هذه القرارات لا بد أن يسبقها نقاش وحوار مع كل الجزائريين، لأن الأمر يخص أبناءنا جميعا. ولا أحد يملك حق اتخاذ قرار منفرد حول مصيرهم ومستقبلهم”. وأضاف عبد العزيز بلعيد، أمس، في بلدية الكرمة بوهران، خلال إشرافه على لقاء لإطارات الجهة الغربية لجبهة المستقبل، أن ”كل الأمور التي تتعلق بقطاع التربية لا يحق للوزيرة أن تتخذ فيها قرارات منفردة”، وهذا ردا على سؤال لأحد المتدخلين بخصوص الجدل القائم حول تصريح السيد فريد بن رمضان مستشار الوزيرة قبل أيام في هذا الموضوع. وأسهب رئيس جبهة المستقبل في خطابه على التأكيد أن ”الحزب عندما يوجه انتقادات للحكومة أو الوزراء، إنما يفعل ذلك من باب أداء دوره السياسي وليس لأنه يكره رئيس الجمهورية أو الوزير الأول أو الوزراء. إننا نؤدي دورنا في المساهمة في بناء مؤسسات الدولة الجزائرية، التي تعيش هذه الأيام تحت وطأة الكتل واللوبيات والأشخاص أصحاب المصالح”. وقال بلعيد ”إن فشل السلطة في فتح حوار حقيقي مع الشعب، هو أحد مغذيات كل أشكال العنف. إننا متخوفون من المستقبل بسبب إغلاق السلطة آذانها ورفضها الإصغاء إلى الآراء المخالفة لطروحاتها. إن مأساتنا أن المسيرين في مؤسسات الدولة يعتقدون أن غيرهم أعداء. لا يمكن أن نبني دولة قوية بحزب حاكم لا يحكم، وبإطارات يتم اختيارهم بناء على الولاء للأشخاص والمجموعات، وبمعارضة تنصب العداء لكل الناس. إننا نلاحظ أن المؤسسة الوحيدة التي تحاور الشعب هي المؤسسة الأمنية”. وقال بلعيد عبد العزيز بخصوص التغييرات الأخيرة في الحكومة وفي سلك الولاة وغيرها ”إن السلطة لم تصل إلى برنامج حقيقي واضح، بدليل التغييرات الأخيرة التي تدحرج فيها الوزير إلى منصب وال، وكذا التناقضات في خطابات الأحزاب الحاكمة. فمن جهة تقول الحكومة إنها قضت على الفقر ثم تتباهى بتوزيع مليون ونصف مليون قفة رمضان على الفقراء. ولا أحد في الحكومة ومؤسساتها يستطيع أن يقدم رقما دقيقا عن نسبة البطالة. ليس هكذا نبني دولة قوية”. وأضاف أن ”التكتلات السياسية والاقتصادية ومجموعات المصالح هي التي تسير الدولة ومؤسساتها. المؤسسات يسيرها أشخاص يصرخون أنهم يطبقون برنامج رئيس الجمهورية، جاءوا ليسرقوا وينهبوا ويخطفوا. لقد كسروا البلاد وحطموها. الكثير منهم هربوا في التسعينيات بالثروات وعادوا اليوم ليعودوا إلى الهدم والتحطيم”. وحذر رئيس جبهة المستقبل من المخاطر التي تهدد البلاد: ”حدودنا ملغمة شرقا، غربا وجنوبا. ولا تقع مسؤولية حمايتها على المؤسسة الأمنية وحدها. يجب على كل الجزائريين أن يتجندوا للتصدي للظلامية التي تهددنا”.