أفاد عبد العزيز بلعيد، المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أن الجيش ”ككتلة لا يزال وفيا” لعبد العزيز بوتفليقة المترشح لنفس الانتخابات، ويعتقد أن المؤسسة العسكرية ”لها كلمتها في الانتخابات، وهذا أمر لا يشكّل استثناء في الجزائر، لأن الرئيس تتم صناعته بمشاركة الجيش حتى في العالم المتحضّر”. ذكر بلعيد لدى نزوله ضيفا على ركن ”فطور الصباح”، أن ”للإدارة الكلمة العليا في الانتخابات”، مهوّنا بدور الجيش في احتمال وقوع تزوير لصالح الرئيس المترشح. وظهر بلعيد في حديثه مع صحفيي ”الخبر”، متأكدا بأن الصندوق سيفرز في 17 أفريل 2014 رئيسا اسمه عبد العزيز بلعيد، إذ قال: ”سأكون يوم 18 أفريل المقبل رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بعد أن أخوض الدور الثاني منها ضد منافسي عبد العزيز بوتفليقة”، ويرفض مجرّد التخمين حول ما سيفعل لو خرج من الصندوق رئيسا آخر ”لأنني أنا من سيكون الرئيس وسترون ذلك بأنفسكم”. وبخلاف كثير من المراقبين والمعارضة، لا يرى رئيس جبهة المستقبل أن نتيجة الاستحقاق محسومة لصالح بوتفليقة، وقال في الموضوع: ”أنا شخص لا يؤمن بالفشل، لأني عازم على خوض الصراع حتى نهايته، ولن نسمح بأي تجاوزات في حقنا”. وتساءل بشأن الخطاب الذي يقول إنه من العبث دخول انتخابات، نتيجتها ستؤول إلى بوتفليقة: ”هل تريدون منا أن نبقى متفرجين؟”، وأضاف: ”الشعب هو من سيختار الرئيس في 17 أفريل”. وحول سؤال يتعلق بما إذا كان صوت الناخب كان فعلا هو الفاصل في انتخابات 2004 و2009، فقال: ”الظروف والمعطيات تغيّرت، ثم إن عبد العزيز بلعيد لم يكن موجودا في الموعدين الماضيين”. ويرى بلعيد أن لا شيء في القانون يمنع بوتفليقة من الترشح، حتى لو كان مريضا عاجزا عن أداء مهامه، و«لكن الأمر يختلف من زاوية أخلاقية، فأنا طبيب وأعرف الآثار التي يتركها المرض الذي أصاب بوتفليقة، على قدرته كرئيس في تسيير البلاد”، مشيرا إلى أن انسحاب بوتفليقة من تسيير الشأن العام منذ شهور طويلة، سيكون حاضرا في خطابه أثناء الحملة، ”غير أن هذا لا يعني أننا سنوظف مرض الرئيس لدواعي انتخابية، فهذا ليس في أخلاقنا”. وبخصوص تصريحات عبد المالك سلال، بشأن الشاوية وما إذا كان شعر بأنه استهدف، لأنه ينحدر من باتنة، قال بلعيد: ”لم يعترني هذا الشعور إطلاقا، ولكني أقول كفانا من إثارة الفتن، فما يجري في غرداية أضرّنا كثيرا ولسنا بحاجة للمزيد.. لا ينبغي أن نسير بمنطق ”يخربون بيوتهم بأيديهم””. وأوضح بلعيد أنه لا يرى أي منطق في ما يقال إنه كان ينبغي أن يدعم ترشح بن فليس، على أساس أنه سانده في انتخابات 2004، زيادة على أنهما ينتميان إلى نفس المنطقة، وأضاف في الموضوع: ”عندما ناصرت بن فليس كنت عضوا باللجنة المركزية للأفالان، وكان هو أمين عام الحزب. واليوم أنا رئيس حزب آخر وهو لم يعد أمين عام الأفالان، وإنما مرشح حرّ، فلماذا تطلبون مني أن اتخذ نفس الموقف مع أن الظروف والمعطيات تغيرت؟!”. بلعيد لا يرى في المال عاملا حاسما في تحديد الرئيس المقبل مستعد لمناظرة أويحيى أو بلخادم حول حصيلة بوتفليقة لا يجد المترشح للرئاسة، عبد العزيز بلعيد، حرجا في مناظرة ممثلين عن الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، إن كان هو غير قادر صحيا على مواجهة منافسيه بحصيلته التي امتدت لخمس عشرة سنة، حيث قال ”ليس لي مشكل في مناظرة أويحيى أو بلخادم أو سلال، وهم قياديو الحملة الانتخابية للرئيس في حصيلته أو برنامجه”. وينطلق بلعيد في رغبته مواجهة ممثلي الرئيس، من قناعته بأن الحصيلة التي ترتبت عن فترة حكم بوتفليقة كانت سلبية، خاصة في الجانبين السياسي والاقتصادي ”حيث ينطوي الدستور الحالي على ثغرات هامة، لا تجعل من الرئيس محاسبا أمام أي جهة في تقديم حصيلته، فضلا عن أنها تجعله فوق المراقبة حتى من جانب البرلمان”. وينظر بلعيد بعين متوجسة إلى الأخطار التي قد تحيط بالبلاد، إذا تعرضت الانتخابات المقبلة للتزوير لصالح الرئيس المترشح، معتبرا أن ”تمديد هذا العهد سيخلّف مزيدا من التبديد والفساد، حيث لما يطول عهد أي حاكم تستقوي حاشيته وتكون فوق أي حساب”، في إشارة إلى ما يتداول عن نفوذ المحيطين بالرئيس في صناعة القرار. ويعتبر بلعيد أن كل الخيارات ستكون أمامه في حال تزوير الانتخابات، كالتنسيق مع المعارضة المقاطعة التي تنوي تشكيل جبهة واسعة بعد الانتخابات، أو التشاور مع الحركات القائدة للحراك في الشارع، مشيرا إلى أن ”الجزائر لن تكون بمنأى عن ربيع عربي الذي سيكون سيناريو محتملا”. وحول الفارق الكبير في تمويل الحملة الانتخابية بينه وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يعلق بلعيد باستعمال مثل شعبي يقول ”الرجال هم من يصنعون المال وليس العكس”. وترك كلامه انطباعا أن قرار منتدى رؤساء المؤسسات مساندة الرئيس المترشح، لم يكن عن قناعة منهم، إذ قال ”رجال الأعمال يعطون له المال ويعطون لنا الأصوات”. ويرفض بلعيد فكرة أن المال بإمكانه أن يقوي من الموقف السياسي أو قدرته على ترجيح كفة مترشح على آخر في الانتخابات القادمة، محيلا إلى ما اعتبرها نماذجا تدعم هذا الطرح: ”الجزائر من أغنى الدول العربية والإفريقية، فهل استطاعت أن تلعب دورا محوريا في الجامعة العربية أو في الاتحاد الإفريقي؟”. ويرد المترشح على إشاعات مفادها أن مترشحين يدخلون السباق الرئاسي طمعا في دعم ب6 ملايير سنتيم تقدمه الدولة، موضحا أن ”هذا الأمر لا أساس له من الصحة، على اعتبار أن القانون لا يتيح للمرشح سوى استعمال القاعات. أما الجانب المالي، فيكون بعد انتهاء الحملة، حيث يتم تعويض المترشح بنسب محدودة تصل إلى 10 في المائة من المصروفات، على أن لا يتجاوز ذلك مبلغ 6 مليارات سنتيم”. ورغم أن الآلة الحزبية التي تجر حملته الانتخابية لا تزال في طور التشكيل، يطمح بلعيد إلى التواجد عينا في 45 ألف مكتب تصويت عبر الوطن، قائلا إن ”حملة التعبئة التي سنقوم بها إلى جانب مناضلي حزبنا، جبهة المستقبل، سيمكنهم من تغطية كل المكاتب عبر الوطن”. الجزائر: محمد سيدمو رئيس جبهة المستقبل يعتبر عودة أويحيى وبلخادم تكتيكا ''مساري السياسي لن يسمح لي بأن أكون أرنبا لبوتفليقة'' يعتبر المرشح عبد العزيز بلعيد، أن عودة أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم لتولي مناصب مهمة في رئاسة الجمهورية قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة ”تكتيك من الرئيس أكثر منه خطوة إستراتيجية”. وقال بلعيد إن ”إلباس” كل من أويحيى وبلخادم بذلة وزراء دولة ”هي محاولة لتقوية الرجلين في مواجهة الجزائريين خلال الحملة الانتخابية”، وينسب بلعيد هذا الخيار إلى ما يسميه ”الكتلة الرئاسية” التي ”لم تجد إطارات في هذه المرحلة يمكنها أن تكون في مستوى ما هو منتظر في هذه الحملة، التي تحتاج لقدرات خطابة خاصة”، لافتا إلى أن ”فرقا كبيرا بين الرئاسيات الماضية والحالية، لاسيما وأن أحزاب الموالاة تمر بأزمات عميقة وحالة انقسام كبيرة”. لكن بلعيد يرفض استعمال مصطلح ”التنديد” في منح صفة رسمية لأويحيى وبلخادم، اللذان سيشرفان على تجمعات شعبية للرئيس بوتفليقة، منتقصا من قيمة المرشحين الذين يحترفون التنديد ”نحن لا نندد بكل خطوة ولا بكل خرق يلاحظ، كنا ندرك ذلك من البداية ونعلم أن الكتلة الرئاسية لن تستسلم بسهولة”، معتبرا أن التوجه إلى متابعة خروقات الإدارة لصالح الرئيس المترشح ”هي معركة هامشية، سننافس إلى آخر لحظة وفي الوقت نفسه نعمل على بناء حزب قوي”. وسئل بلعيد عمن يصفه ب”أرنب” يرافق بوتفليقة إلى الخط النهائي من السباق، فقال بانفعال ”أنا أدخل الرئاسيات لكي أصبح رئيسا، وهي ليست محسومة للرئيس المترشح، واللعبة أبدا لم تكن وليست مغلقة”. وسبب انفعال بلعيد أن هناك قراءات تعتقد أن قبول ترشحه في المجلس الدستوري كان جراء دعم من السلطة ”لا يستطيع بوتفليقة أن يجعل مني أرنبا، مساري معروف للعامة. ففي 2004، اعتقلوني في جوف الليل ثم أرسلوا خلفي فرق المفتشية المالية وتابعوني في القضاء، وأنا نائب برلماني، وقد تركت الحصانة يومها طوعا لأثبت لهم أني لا أخشى شيئا... بعد هذا المسار لن أقبل في النهاية بدور الأرنب”. ويجيب بالتالي عن أسباب رفضه الاستجابة لنداء أحزاب المقاطعة للانسحاب من الرئاسيات، قائلا: ”الذين انسحبوا في 99 ماذا حققوا؟ لا شيء.. ثم كيف لأحزاب كانت شريكة لحكم بوتفليقة لسنوات، تأتي الآن لتعطينا دروسا في كيفية التعامل مع الرئاسيات”، وشرح موقفه ”سأصارع إلى النهاية ولن نتساهل أبدا مع التجاوزات”. وانتقد رئيس جبهة المستقبل، في سياق آخر، غياب نقاش حول حصيلة الرئيس. وفي رده على مبرر الاستقرار الذي يرفعه مساندو الرئيس المترشح، قال: ”الاستقرار قانونيا كان ثمرة عمل الرئيس الأسبق اليامين زروال، وعلى أرض الواقع صنعه الشعب الجزائري وأفراد الجيش والشرطة وأسلاك الأمن والمقاومون والحرس البلدي، وغيرهم”، رافضا بشدة ذلك المبرر ”هذا استهتار ولا يجب أبدا أن يكون الاستقرار ذريعة للرئيس، إنهم يحاولون إيهام الناس أنه لو يذهب بوتفليقة ستسقط الجزائر”. الجزائر: عاطف قدادرة قال ضيف ”الخبر” قال عبد العزيز بلعيد إن برنامجه في الجانب الاقتصادي يرتكز على تطوير الفلاحة لتحقيق الاستقلال الغذائي، إلى جانب إيجاد أرضية لقيام صناعة غذائية وتحويلية، وخلق مناصب شغل معتبرة في خدمة الأرض حين يتم رد الاعتبار لها، وأضاف أن السياحة ستحظى بأهمية بالغة في برنامجه. ”لا يوجد أي مدلول ولا أي معنى” للقراءة السياسية التي أعطيت لقبول المجلس الدستوري ملفي مرشحين من منطقة واحدة، هما علي بن فيس وهو شخصيا. الإصلاح السياسي الذي يسعى لتحقيقه، يرتكز على ثلاثة محاور هي العدالة والتربية والتعليم، وذلك لضمان استقلال حقيقي للقضاء وتحقيق تنمية بشرية قادرة على النهوض بالبلاد. ذكر بلعيد أن تمويل حملته الانتخابية، سيكون من تبرعات واشتراكات أعضاء الحزب ”يمكنني أن أعطيكم كل الممولين وبالأسماء، فهناك رجل أعمال تكفل بمصاريف القبعات ولوازم الحملة، وهناك من سيتكفل بالملصقات، ونحن نطلب من كل أعضائنا أن يساهموا بما يستطيعون”. قال بلعيد إنه لا توجد سلطة سياسية في البلاد ”وإنما هناك سلطة بوليسية”، مشيرا إلى أن من يحاور المتظاهرين في الشارع اليوم هم رجال الشرطة والدرك. كما لا توجد، حسبه، معارضة بمفهوم قوة تملك أرضية سياسية بديلة للنظام. وأعاب على أحزاب المعارضة ”ظهورها في مرحلة الانتخابات فقط”. يقترح رئيس جبهة المستقبل دستورا يكرّس نظاما شبه رئاسي، على أن يكون رئيس الحكومة من الأغلبية البرلمانية. ويقترح أيضا محكمة عليا دستورية، تنظر في الطعون ضد القرارات التي يصدرها المجلس الدستوري.