أبكت هذه الصورة وأدمت قلوب مئات الملايين من الناس في شتى أصقاع المعمورة، فهي صورة طفل سوري غريق عثرت عليه قوات البحرية التركية رفقة أربعة جثث أخرى في منطقة "بودروم". ويظهر في الصورة طفل صغير لا يتعدى عمره ثلاث سنوات مرميا في الشاطئ بعد أن قذفته الأمواج إلى الشاطئ الرملي، بينما تظهر صورة أخرى رجل تركيا بالبدلة الرسمية حاملا جثة الطفل . الصورة التي هزت مشاعر مئات الملايين من البشر وتم تثبيتها في أكبر الصفحات في موقع "فيسبوك" وحسابات المشاهير في "تويتر"، حيث بات هذا الطفل الذي يلبس قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق، حديث العالم بأسره لفظاعة المشهد الذي لا يمكن لكبار السينمائيين في العالم تصويره أو حتى تخيله لإنتاج أفلام الرعب التي ينام عليها جزء كبير من البشر عليها ويصحون على التألم لمشاهد خيالية. حقيقة الصورة التي برزت اليوم في شاطئ "بودروم" جعلت ملايين المشاركات وآلاف المواقع الإخبارية التي نقلت المشهد تحصد تعاليق أجمعت كلها على ندرة المشهد في الحياة الإنسانية، فالطفل السوري الذي بدا على درجة كبيرة من الوسامة، سكب حبر الكثيرين وقد يكون أسال دموع الكل. أكيد أن السوريين الذي يفرون من الحرب الدائرة في بلدهم، شهدوا وقائع أبشع لم تنقلها الكاميرات، فحكايا السوريين الذين ابتلعتهم البحار ولم يظهر لهم أثر ستبقى محل اجتهاد من سيروون المأساة السورية يوما، ولكن الأمواج التي حرمت الطفل وأهله من الوصول إلى اليونان أنست المتابعين قصة الشاحنة التي اختنق داخلها أكثر من 70 سوريا شرق النمسا وهم في طريقهم إلى إحدى الدول الأوروبية قبل أيام، وغطت صورة الطفل السوري على مشاهد الغرق الجماعي لآلاف السوريين في مياه البحر المتوسط، والذي أصبح يحول بينهم وبين الوصول إلى الضفة الأخرى التي ينطلقون إليها من شواطئ ليبيا.