دعا المشاركون في الملتقى التركي العربي للاستثمار العقاري في إسطنبول، إلى العمل على صياغة آلية للتعاون مع المصارف الإسلامية لتشجيع الاستثمارات بين الجزائريين والأتراك، ولتسهيل حركة رأس المال بين الطرفين، وتحويله إلى ملتقى سنوي يجتمع فيه الخبراء وأهل الاختصاص لتطوير الاستثمار العقاري بين الأتراك والعرب وحمايته. أكد رئيس مجموعة “شاليك” الاقتصادية التركية، الدكتور فيز الله يتجين، في تصريح ل “الخبر”، أن فرصا كبيرة مفتوحة أمام الشراكة الجزائرية التركية في القطاع العقاري، داعيا، على هامش أعمال الملتقى، المستثمرين ورجال الأعمال الجزائريين إلى الاستثمار في المشاريع ذات الطبيعة الإستراتيجية في تركيا، على غرار مشروع “طارلا باشا” التاريخي، الذي رصد لمرحلته الأولى ما قيمته 500 مليون دولار، علما أن حجم الاستثمارات العربية في القطاع العقاري في تركيا تقدر ب 3 ملايير دولار. وأبرز الدكتور فيز الله أن “طارلا باشا” في إسطنبول سيكون مركزا لثقافات العالم، مضيفا: “أتمنى أن يكون للجزائر الشقيقة فضاء خاص بها في هذا المشروع، للتعريف بثقافتها وتراثها وفنونها في قلب إسطنبول، التي يزورها قرابة 20 مليون سائح سنويا”. وقال المتحدث “إن الاستثمار العقاري في تركيا يعتبر استثمارا آمنا ومربحا”، داعيا المستثمرين الجزائريين والعرب عموما “إلى التعامل مع المؤسسات والهيئات المعتمدية لحماية حقوقهم”، كما أشار يتجين إلى أن مجموعتهم الاقتصادية تطمح إلى إقامة شراكات واعدة مع المستثمرين الجزائريين في القطاع العقاري والطاقة والصناعة، بما يعزز، حسب قوله، الشراكة بين الشعبين الشقيقين ويساهم في حركة التنمية في البلدين الصديقين. وكانت مدينة إسطنبول قد احتضنت فعاليات الملتقى التركي العربي للاستثمار العقاري، في نسخته الأولى، بمشاركة العديد من الخبراء الاقتصاديين والإعلاميين ورجال الأعمال والمستثمرين الأتراك والعرب، حيث أكد رئيس بلدية باي أوغلو، أحمد مصباح، على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية “بين الأتراك والعرب لتأمين مستقبل واعد لشعوبنا”. من جهته، أوضح رئيس الجمعية التركية العربية للتعاون الاقتصادي والاستراتيجي “تاسكا”، الدكتور محمد العادل، أن الملتقى يعمل على طرح ملف الشراكة التركية العربية في القطاع العقاري بين الخبراء والاقتصاديين لتعزيز التعاون، وتذليل الصعوبات التي قد تواجه القطاع، داعيا إلى العمل على “تأسيس شراكة تركية عربية متكافئة تراعي مصالح الطرفين وتحقق التنمية للجانبين، وتساهم في تعزيز الأمن والسلام لشعوب المنطقة، كون التعاون التركي العربي هو حالة طبيعية وليست ظرفية، بل هو ضرورة تاريخية، ولابد من تأصيلها وبنائها على أرضية تشريعية صلبة ورؤية إستراتيجية واضحة لحمايتها مستقبلا، حتى لا تكون مرتهنة بظروف سياسية معينة”. يذكر أن الملتقى التركي العربي للاستثمار العقاري في إسطنبول، نظمته الجمعية التركية العربية للتعاون الاقتصادي والإستراتيجي “تاسكا” بالشراكة مع بلدية “باي أوغلو” في إسطنبول، ومجموعة “تشاليك” الاقتصادية والعقارية التركية، وشاركت فيه كل من الجزائر، مصر، قطر، الكويت، الإمارات ودول عربية أخرى.