وجّه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وابلا من الشتائم والانتقادات للمدرّب الوطني كريستيان غوركوف، طيلة الشوط الثاني من المباراة التي جمعت “الخضر” في ماسيرو، أول أمس، والتي تابعها محمد روراوة على الأعصاب من خط التماس، وانفجر غضبا حين بدأ يقتنع بأن “الخضر” يعيش المهزلة بتعادله أمام منتخب مغمور من حجم لوزوتو. فقد رئيس “الفاف” أعصابه ولم يتمالك نفسه وهو يقف على مردود هزيل وعلى تشكيلة ضعيفة وأداء غير مقنع لمنتخب ورثه غوركوف بثوب المونديال، راح يوجّه وابلا من الشتائم والانتقادات للمدرّب الفرنسي دون أن يبلغ صوت روراوة للمدرب الوطني، حيث نعته بكل الأوصاف وبدا واضحا بأن غوركوف كان سيتعرّض للإقالة لا محالة لو لم ينقده العربي هلال سوداني بتسجيله لهدفين في الخمس دقائق الأخيرة. واستنادا إلى مصدر قريب من المنتخب، فإن روراوة ظلّ يصيح ويضرب كفّا على كفّ خلال مجريات الشوط الثاني وهو يقول عن غوركوف “هذا ليس مدرّبا إطلاقا.. ما هذا الأداء .. ما هذه الطريقة التي ينتهجها.. إنه لا يفقه شيئا في التدريب.. نحن نسير نحو الكارثة معه.. لن نذهب مع هذا المدرّب إلى مونديال روسيا ولن نحقق أي شيء في “الكان” المقبلة.. من المستحيل أن نحقق شيئا معه” وهو كلام ظلّ يردّده بقوة كلّما مرت دقائق الشوط الثاني دون وصول المنتخب الجزائري إلى إضافة الهدف الثاني”. وكانت الصورة التي تم التقاطها من أحد المصوّرين الجزائريين بملعب “سيتسوتو” لفرحة سوداني بالهدف الأول له في المباراة، والثاني للمنتخب وهو رافعا يديه إلى السماء، تُظهر بعيدا رئيس “الفاف” على خط التماس وهو يعانق المكلّف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي، وعيونه مشعّة فرحا وشفتيه مفتوحتين على بسمة التحرّر من الضغط ومن النجاة من تداعيات التعثّر الذي كان وشيكا، وهي صورة جسّدت بأن محمّد روراوة لم يصدّق نفسه حين رأى شباك منتخب لوزوتو تهتز ولم يكن يؤمن بأنه سيتنفّس الصعداء مع أسوأ صورة يظهر عليها المنتخب منذ عدة مباريات. وأمام هذا الوضع، كشف مصدر عليم، بأن رئيس الاتحادية بدأ قبل مباراة لوزوتو يأخذ احتياطاته تحسّبا لأي طارئ، كون نتائج المنتخب الوطني الأخيرة وطريقة تعامله مع اللاّعبين وخياراته الفنية، جعلت الخوف ينتابه، مما يفسّر تجريد المدير الفني الوطني توفيق قريشي من بعض صلاحياته ومنحها للمدرّب غوركوف بالإشراف على المنتخبات الوطنية والإشراف على تكوين المدرّبين، حتى يتمكّن روراوة من تفادي تبعات أية إقالة محتملة للمدرّب غوركوف من الجانب المالي، حيث سيقوم رئيس “الفاف”، في حال قراره التخلّص منه، بمنحه حرية الاختيار بين قبول منصب مدير فني وطني أو الاستقالة. ولم يستبعد مصدرنا أن يمنح روراوة فرصة أخيرة للمدرّب الوطني إلى غاية أكتوبر المقبل، حيث سيقف على أداء المنتخب وعلى طريقة عمل وتعامل المدرّب خاصة مع اللاّعبين، حين يواجه المنتخب وديا بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة منتخبي غينيا والسنغال (يومي 9و13 أكتوبر على التوالي)، ومن ثمة سيفصل روراوة في مصير غوركوف، رغم أن مصادر مؤكدة كشفت بأن الرجل القوي في “الفاف” شرع منذ الآن في البحث عن خليفة غوركوف،كونه (روراوة) مقتنع بأن المنتخب لن يحقق الأهداف المسطّرة من طرف الاتحادية مع المدرّب الوطني الحالي، المتمثّل في بلوغ مونديال روسيا 2018 والتتويج باللّقب القاري في دورة الغابون في 2017.