شهدت الجزائر على غرار باقي دول العالم، خسوفا كليا للقمر، في ظاهرة فلكية نادرة تعرف ب«القمر العملاق”، يكون فيها القمر في أقرب جزء من مداره إلى الأرض، حيث يبدو وكأنه أكبر في السماء وبشكل أحمر، لهذا يسمى أيضا “القمر الدامي”، وحدثت هذه الظاهرة آخر مرة سنة 1982 ولا يتوقع أن تحدث مرة أخرى حتى العام 2033. بدأ الخسوف في الجزائر على الساعة الثانية وسبع دقائق من صباح أمس، عندما دخل القمر منطقة شبه ظل الأرض، وهي المرحلة التي تعرف باسم الخسوف الكاذب، لأنه لا يمكن رؤية أي تغير على لون القمر. وتمكن الراصدون من رؤية الخسوف فعليا مع بداية الخسوف الجزئي في تمام الساعة الثالثة وإحدى عشرة دقيقة بتوقيت الجزائر، حيث ازدادت مساحة الجزء المخسوف من القمر تدريجياً إلى أن خسف كامل قرص القمر في تمام الساعة الثالثة وسبع وأربعين دقيقة صباحا وهي ذروة الخسوف، حيث شوهد تحول كامل للون القمر إلى لون مائل للاحمرار. وبدأ ظل الأرض في الانقشاع تدريجياً من على قرص القمر مع انتهاء الخسوف الجزئي عند الساعة الرابعة وثلاث وعشرين دقيقة صباحا، ليخرج بعدها القمر من منطقة شبه ظل الأرض في الساعة الخامسة وسبع وعشرين دقيقة. وشاهد المتابعون في مختلف أنحاء العالم هذه الظاهرة الفلكية التي ألقى فيها ظل الأرض وهجا أحمر على القمر، نتيجة تزامن نادر لخسوف القمر مع أقرب قمر كامل لهذا العام، حيث تابعه الراصدون في النصف الغربي من أمريكا الشمالية، وبقية أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا خسوفا جزئيا. وفي المملكة المتحدة، شوهد القمر يمر خلال ظل الأرض في ساعة مبكرة من صباح الاثنين. أما في أمريكا الشمالية والجنوبية فشوهد الخسوف مساء الأحد، عندما غطى ظل الأرض لمدة أكثر من ساعة ليلة الأحد القمر الكامل، حيث مرت الأرض بين الشمس والقمر. وتحول الوهج الأبيض البراق للقمر ببطء إلى اللون الأحمر الباهت. ويحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تصطف الأرض والشمس والقمر على خط واحد تقريبا، بينما يكون القمر على الجانب الآخر للأرض من الشمس، أما ظاهرة القمر العملاق فتحدث عندما يتزامن القمر المكتمل أو الجديد مع قمر يقترب من أقرب نقطة في مداره إلى الأرض، أي ما يسمى “الحضيض القمري”، وعندما تتزامن ظاهرة القمر العملاق مع خسوف القمر يبدو القمر أكبر بنسبة تتراوح بين سبعة وثمانية بالمائة. وقالت وكالة “ناسا” الأمريكية إنه مر أكثر من 30 عاما على تزامن خسوف قمري عملاق مع خسوف قمري. ولن يحدث الخسوف القمري الكلي المقبل حتى 2018، كما لن يحدث التزامن في الخسوف القمري العملاق المقبل حتى 2033.