انتفض الفلسطينيون بسكاكينهم وحجارتهم أمس في يوم غضب من أيام الانتفاضة المستمرة ضد الاجرام الصهيوني على أرض فلسطين، حيث تواصلت عمليات القتل في جنوده ومستوطنيه، واستشهد ثلاثة شبان أحدهم متأثرا بجراحه وأصيب العشرات بتواصل المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال على محاور عدة ونقاط التماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لليوم السادس عشر لانتفاضة القدس. خرج الآلاف في مسيرات غاضبة في محافظات الضفة والقطاع، تلبية لدعوات الفصائل والفعاليات الشعبية في يوم جمعة غضب، ردًا على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية والإعدامات الميدانية التي يقوم بها جيش الاحتلال. وتمكن فلسطيني من الاقتراب من قوة عسكرية إسرائيلية على المدخل الشمالي لمدينة الخليل، وطعن أحد جنودها في رقبته ويده، ما أسفر عن إصابته بجراح. وأكد شهود عيان ل “الخبر” إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 7 رصاصات على شاب فلسطيني ظهر أمس كان يرتدي سترةً صفراء أقدم على طعن جندي. وتزامنت عملية الطّعن مع مواجهات مع جنود الاحتلال في المكان، عقب قمع مسيرة حاشدة وصلت هناك. والتقط صحافيون مشاهد تلفزيونية على الهواء مباشرة لعملية طعن الشاب لأحد جنود الاحتلال، ومن ثم إطلاق جنود آخرين الرصاص الحي عليه من مسافة صفر، ومواصلتهم ذلك رغم أنه كان ملقى على الأرض مصابًا.
وقال شهود عيان ل “الخبر” إن الاحتلال ترك الشاب الذي نفّذ عملية الطعن ملقى على الأرض دون إسعافه، بعد أن منعت سيارات الإسعاف الفلسطيني من الاقتراب من المكان. وفي القدسالمحتلة، منعت قوات الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، ما أدى لاندلاع مواجهات بين شبان وجنود الاحتلال في رأس العامود عقب صلاتهم هناك. وبيّن مركز شؤون إعلام القدس أن 5 آلاف مُصلٍ فقط تمكّنوا من أداء صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى، بعد أن كان عددهم في أيام الجمعة العادية عشرات الآلاف، وجاء ذلك عقب نصب قوات الاحتلال عشرات الحواجز الحديدية وتطويقها محيط بلدة القدس القديمة وأزقتها والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى. وأصيب أمس عدد من الشبان خلال المواجهات المندلعة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة بيت إيل، منهم شابان بالرصاص الحي. وأفادت وزارة الصحة بأن شابين تعرّضَا للإصابة بالرصاص الحي، فيما تعرض ثلاثة آخرون للاختناق وجرى نقلهم لمستشفى رام الله. واشتبك مسلحون فلسطينيون مع قوات الاحتلال في بلدة سلواد شرق رام الله، وبينما رشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة وأشعلوا الإطارات وأغلقوا الطرقات بالحجارة، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية في المكان، وأطلقوا الرصاص الحي والقنابل الغازية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وفي جنوب الضفة أيضًا، اندلعت مواجهات متفرقة بين عشرات المواطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي في عدد من نقاط التماس في محافظة بيت لحم. وشارك المئات في نابلس بمسيرة حاشدة في إطار جمعة الغضب نصرةً للقدس والمسجد الأقصى ودعمًا لانتفاضة القدس. وانتشرت في محيط المسجد قوات من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، منعت المتظاهرين من التوجه إلى حاجز حوارة، ما دفع المشاركين للتوجه نحو منزل الأسير كرم المصري الذي يهدّد الاحتلال بهدمه. وعبّر المشاركون بالمسيرة عن اعتزازهم بالأسير المصري وإخوانه الأسرى الذين يتهمهم الاحتلال بتنفيذ عملية “ايتمار”، ودعوا للتصدي للاحتلال ومنعه من تنفيذ قرارات هدم منازل منفذي العملية، كما أعلنوا نيتهم المرابطة أمام منزل المصري هذه الليلة.
وفي قطاع غزة، اندلعت أمس مواجهات بين عدد من الشبان المتظاهرين وقوات الاحتلال شرق برج الطاقة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة ل “الخبر” “إن شهيدًا وصل إلى مستشفى العودة شمال القطاع جراء المواجهات على معبر بيت حانون إيرز، فيما أصيب أكثر من 50 آخرين في نقاط المواجهات في القطاع”. مضيفًا “من المصابين صحفيون ومسعفون في المواجهات المندلعة شرق خانيونس”.
وفي ذات السياق، احتشد عدد آخر من الشبان قبالة موقع ناحال عوز شرق الشجاعية، قبل أن تطلق قوات الاحتلال باتجاههم الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة بإصابة عشرة مواطنين بأعيرة مطاطية شرق غزة. كما قمعت قوات الاحتلال عشرات الشبان الذين تجمّعوا قرب الشريط الحدودي بمناطق شرق خزاعة وشرق عبسان الكبيرة شرق خانيونس، وشرق مخيم البريج وسط القطاع، وقبالة حاجز بيت حانون “إيرز” شمالي القطاع.