السيد المدير العام، مدير نشر جريدة “الخبر” من محمد شلوش إلى سعد بوعقبة الموضوع: رد على موضوع “جائزة رئيس الجمهورية للتأتأة والتلعثم” ضمن عمود “نقطة نظام” بعد الإطلاع على مضمون المقال الذي نشرته جريدتكم الغرّاء في عددها 7950 الصادر بتاريخ 24 أكتوبر 2015، ضمن عمود “نقطة نظام”، تحت عنوان “جائزة رئيس الجمهورية للتأتأة والتلعثم”، لكاتبه سعد بوعقبة، يؤسفني أن أسجل على جريدتكم التي نعُدّها في طليعة المؤسسات الإعلامية الناجحة في القطاع الخاص، تغاضيها عن أسلوب التجريح والتطاول والقذف الذي تناول به الزميل سعد بوعقبة موضوع هذا المقال، لعله يغذي به مجده الإعلامي المبني على المساس بكرامة الأشخاص والنيل من شرفهم. لقد تهجّم الزميل سعد بوعقبة على أعضاء لجنة التحكيم الخاصة ب”جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف”، في طبعتها الأولى، دون أن يستند إلى أي معطيات تتعلق بسير عمل اللجنة ولا بالمقاييس التي اعتمدتها، ولا حتى بطبيعة المشاركات وحجمها ونوعيتها، وراح ينسج بمخياله الإعلامي، كما يقول، استنتاجات مناقضة تماما للواقع.. بل ويطلق أحكاما لا هدف من ورائها سوى الإساءة إلى أسماء محترمة في عالم الصحافة والاتصال، تتمتّع برصيد هائل من الممارسة الصحفية لا تشوبه شائبة، بل إن بعضا من هذه الأسماء لها من الرصيد المعرفي والعلمي ما لا يمكن أن يتذكّره سوى من له مخيال إعلامي لا يتصور الممارسة الصحفية خارج إطار السب والشتم والقذف. إن الجناية التي ارتكبها الزميل سعد بوعقبة لا تكمن في مجانبته الحقيقة؛ بل في تعمّده القفز على الحقيقة والتهجم على زملائه الشرفاء، لأنه تعوّد على أن يصنع لنفسه “هالة وبطولة إعلامية” عن طريق القذف والسب والشتم.. وفيما يلي، جملة من المعطيات التي تكشف المغالطات التي أوقع نفسه فيها: أولا: خلافا لما ورد في المقال، لم تمنح لجنة التحكيم أي جائزة لنفسها، والسيد المدير العام ومدير نشر جريدة “الخبر” يعلم ذلك جيدا، لأنه كان حاضرا في سهرة توزيع الجوائز، في حين كان الزميل سعد بوعقبة غائبا عنها.. كل ما في الأمر؛ أن أعضاء لجنة التحكيم تسلّموا شهادات تقديرية لا غير، إلا إذا كان الزميل بوعقبة لا يفرّق بين الشهادة والجائزة. ثانيا: لجنة التحكيم حجبت الجائزة الأولى في صنف الصحافة المكتوبة لا من أجل أن تمنحها لنفسها، كما ادعى صاحب المقال؛ بل لأنها رأت بأن المواضيع التي قدمت للمشاركة في هذا الصنف من المسابقة، من حيث الموضوع ومن حيث أسلوب الكتابة، لم ترق إلى المستوى الذي يؤهلها لنيل الجائزة الأولى، وهذا يشرّف اللجنة ولا يدينها.. كما لا يسيء إطلاقا إلى قطاع الصحافة المكتوبة؛ لأن الأمر يقتصر فقط على المواضيع التي شاركت في هذه الطبعة، ثم إن مشاركة الصحافة الخاصة كانت قليلة جدا في هذه الطبعة الأولى. ثالثا: التلويح بآفة “الشيتة” في هذا المقال، بغرض التضليل والتشويه، تنفيه الوقائع.. ولو كلّف الزميل سعد بوعقبة نفسه عناء جمع المعلومات الصحيحة عن عمل اللجنة، وعن محتوى البرامج والمواضيع التي نالت الجوائز، عوض أن يعرض سيناريوهات من نسج “مخياله الإعلامي الباهر”، لتأكد بأن لجنة التحكيم اشتغلت باحترافية عالية وبصرامة كبيرة، وانتهت إلى انتقاء الأعمال التي تتوفر فيها مقاييس العمل المهني، وتخلو تماما من أسلوب التمجيد و”الشيتة”، كما يقول كاتب المقال. رابعا: مجاراة للزميل سعد بوعقبة في شعار “التأتأة والتلعثم”، الذي اتخذه معولا يضرب به زملاءه الصحافيين بالإذاعة والتلفزيون، أذكّره بأن الإذاعة الجزائرية لها الفضل في الشهرة التي نالها عندما كان يشارك في برنامج حواري، كنت أنا واحدا من منشطيه في بداية التسعينيات، وكان برنامجا في غاية الجرأة يشارك فيه صحافيون عن أنصار التيار الاستئصالي، وصحافيون من أنصار المصالحة الوطنية، لمناقشة القضايا الوطنية ذات اهتمام الساعة.. وأذكّر الزميل سعد بوعقبة بأنه كان في بداية مشاركته في هذا البرنامج يعاني “التأتأة والتلعثم” التي ينسبها لنا اليوم، لولا أنه لقي منا نحن أبناء الإذاعة كل الدعم والمؤازرة إلى أن صار هذا البرنامج الإذاعي استثمارا سمح له بأن يوسّع دائرة المقروئية لمقالاته في صحيفة “الشروق” ثم في صحيفة “الخبر”. خامسا وأخيرا: احتراما لشخص الزميل سعد بوعقبة، ولمساره المهني، لا أريد أن أضع نفسي في موقع من يقدم له دروسا في المهنية حتى أقول له إن الاحترافية في ممارسة مهنة الصحافة تقتضي الالتزام بقواعد المهنة والاحترام الصارم لآدابها وأخلاقياتها، وفي مقدمتها التحقق من صحة المعلومات والامتناع عن القذف. بهذا وجب الرد، وتفضّلوا - السيد المدير العام - بقبول وافر الاحترام والتقدير. محمد شلوش: عضو لجنة التحكيم ملاحظة: القذف جنحة وليس جناية، والرسالة موجهة لي أم إلى المدير العام؟ وكم كنت أتمنى أن لا أنشر لك الرد حفاظا على سمعتك؛ لأنني أحبّك وأقدّرك.