تتعاظم المخاوف في مصر من تداعيات تحطم الطائرة الروسية على السياحة الوافدة إلى جنوبسيناء، الموسم السياحي المنتظر مطلع جانفي المقبل، ويخشى العاملون في قطاع السياحة أن يؤثر حادث تحطم الطائرة في شبه جزيرة سيناء على حركة السياحة الوافدة إلى المنطقة، خاصة مع بدء إجلاء السياح الروس من منتجع شرم الشيخ، بعد قرار موسكو بتعليق كل الرحلات الجوية إلى مصر، حيث إن السياحة أهم مصدر للعملة الصعبة في مصر، وتعتبر روسيا الدولة الأولى في العالم التي تصدر السياحة للبلاد. أفشل حادث تحطم الطائرة الروسية جميع محاولات الإدارة المصرية في الترويج للسياحة، وسعيها لإعادة الحركة السياحية الوافدة للبلاد لما قبل ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، كان لها أثر بليغ في تدهور الوضع الاقتصادي لمصر، التي بذلت في الفترة الأخيرة جهودا جبارة حتى تعود الحركة السياحية الوافدة من روسيا لمعدلاتها الطبيعية، والعودة للتربع على عرش الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر مجددا، من خلال آليات جديدة وفاعليات فنية وحوافز مشجعة، لكن بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، وتقديم الأخير أدلة قوية تدعم نظرية المخابرات البريطانية حول سقوط الطائرة إثر انفجار عبوة ناسفة بداخلها، أعادت القاهرة إلى مربع الصفر مجددا. وفي السياق، كشف هشام علي، رئيس جمعية مستثمري شرم الشيخ، ل«الخبر، أن السياحة الروسية تمثل 35٪ من حجم السياحة الوافدة لمصر، وتحتل المرتبة الأولى بنحو 2,5 مليون سائح روسي سنويا، منوها إلى أن كارثة الطائرة المنكوبة ستكون لها تداعيات سلبية على الحركة السياحية الوافدة لمصر، وأن نسبة الخسائر مرهونة بالنتائج التي ستكشف عنها التحقيقات الجارية حول حقيقة سقوط الطائرة. وأوضح رئيس مستثمري شرم الشيخ: “لا يمكننا الحديث عن الآثار السلبية للحادث إلا بعد ظهور نتائج التحقيقات، ففي حال كان الحادث بخطأ من قائد الطائرة أو بعطل فني، فإن معدلات الحركة السياحية الوافدة من روسيا لن تتأثر، أما إذا تأكد أن الحادث ناجم عن عمل إرهابي، هنا ستكون الكارثة، لكن أتوقع أن زعم داعش مسؤوليتها عن الحادث محاولة من هذا التنظيم الإرهابي لكسب شعبية بين أنصاره، وتشويه صورة مصر خارجيا، وعليه يجب على جهات التحقيق أن تدحض مثل هذه المهاترات والإدعاءات الباطلة”. ويرى محدثنا أن حادث الطائرة الروسية وضع السياحة والاقتصاد المصري في نكسة حقيقية، وشكل ضربة قوية للمصدر الرئيسي الذي يدر العملة الصعبة في البلاد، موضحا: “السياح الروس والإنجليز يمثلون نسبة كبيرة من السياح الوافدين إلى جنوبسيناء، لكن هناك بعض السياح من جنسيات أوروبية تصر على البقاء في شرم الشيخ للاستمتاع بجمال المنطقة وترفض المغادرة، والسياحة تمرض ولا تموت، ونتمنى أن يعود هذا القطاع الهام إلى سابق عهده لإنقاذ اقتصاد البلاد المتعثر”.