يعتقد جمال سلطان، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد له يد في التفجيرات الإرهابية التي ضربت باريس، مؤكدا أن “داعش” تنظيم مخترق من أجهزة استخباراتية عالمية ويستخدم لتصفية حسابات سياسية في المنطقة. وصف جمال سلطان الهجمات الإرهابية التي طالت مناطق متفرقة بباريس ب”الجريمة الوحشية” و”غير المبررة”، لافتا إلى أنها رسالة سياسية لها قصد تأديب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لتدخله في الأزمة السورية ودعمه للشعب السوري، ضد انتهاكات بشار الممارسة في حق شعبه، وهو موقف ممتاز للغاية. وأضاف في تصريح خص به “الخبر”، “نحن أمام تكهنات مهمة في ظل عبثية المشهد، وفرنسا صاحبة الموقف الأوروبي الأقوى ضد بشار، وانتهاكاته ضد شعبه، وهنا نتساءل لماذا يستهدف “داعش” هولاند وليس روسيا، الداعمة لبشار؟!! كيف تفسر ذلك؟! أعتقد أن تنظيم “داعش” مخترق من أجهزة استخباراتية من المنطقة، وربما النظام السوري نفسه، خاصة بعد ورود تقارير تفيد بوجود علاقات تجارية بين “داعش” وبشار، بما يؤكد أن “داعش” يستخدم لتصفية حسابات سياسية، فهذه الوحشية في العمليات الإرهابية بباريس غير مبررة ولا يمكن تصورها ولا توجد أسباب منطقية لتنفيذها، كما أن إصرار “داعش” على تنفيذها لا يعطي رسالة رمزية، وإنما حالة تشبه حربا في العاصمة باريس باستهداف الآمنين والمدنيين، وهي جريمة تعني أن هناك رسالة سياسية لها قصد وهو تأديب فرنسا وهولاند”، وتابع قائلا: “هناك شريط فيديو منتشر عبر الأنترنت للشيخ حسون، مفتي الأسد، يهدد فيه فرنسا وأوروبا بالقيام بأعمال هناك، بسبب تدخلهم في شؤون سوريا، بما يؤكد الشكوك في الأسد، الذي أتوقع أنه ليس بعيدا عنه جميع العمليات التي قام بها “داعش” في فرنسا والسعودية وتركيا، المعارضين لنظامه، وهذا المنطلق أعاد طرح السؤال: لماذا يستهدف “داعش” معارضي الأسد دون غيرهم؟ وأتمنى أن تضع التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية الفرنسية يدها على بعض الخطوط”. وفي سؤال حول رد فعل فرنسا التي أعلنت الحرب، يجيب محدثنا: “نحن أمام فرضيتين: إما حالة غضب وتعبير سياسي في اتجاه ما كسبه التنظيم الإرهابي، أو تحذيرات فرنسا التي أكدت أنه لا يقوم بهذه العمليات تنظيم إرهابي لوحده، وبالتالي هي رسائل موجهة إلى الدولة التي عاونت “داعش”، وبطبيعة الحال سيدفع الأبرياء في كل الجهات الثمن، وأتصور أن العرب والمسلمين المهاجرين في فرنسا يعانون من موجات عنصرية أو حالة من الكراهية، لكن أتوقع أن القوى الديمقراطية يمكنها أن تحتوي هذه الغضبة، وردات الفعل سريعا كما حدث أثناء تفجيرات “شارلي إيبدو”، التي تلتها موجة من السخط لكنها تلاشت مع الوقت”. وفي السياق، حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، من الممارسات العدوانية والتجاوزات في حق بعض مسلمي الغرب عموما، وفي فرنسا على وجه الخصوص، مشددا أن الوجود الإسلامي في أوروبا يتعرض لتحديات خطيرة مع تواتر أنباء عن أعمال عدائية ضد المسلمين في كل من فرنسا وإسبانيا انتقاما لمجزرة باريس الإرهابية. وأكد المرصد أن هذه الممارسات العنصرية في حق مسلمي أوروبا تزيد من قوة وفرص تنظيم “داعش” في تجنيد العديد من الأفراد والعناصر التي تتعرض لممارسات عنصرية من بعض الأطراف اليمينية المتشددة والمعادية لوجود المسلمين في أوروبا.