رفض رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الاكتفاء بمشاركة رمزية في دورة ري ودي جانيرو للألعاب الأولمبية، في صائفة 2016، ووضع الظفر بإحدى الميداليات الثلاث هدفا رئيسيا في ثاني ظهور للكرة الجزائرية في الأولمبياد. شرع محمّد روراوة في التحضير للمشاركة الجزائرية كرويا في ألعاب ريو، بعد غياب دام 36 كاملة، وهي مشاركة ستُسجّل باسم الرئيس الحالي للاتحادية، مثلما سبق له التواجد مع المنتخب الوطني في دورتين متتاليتين في كأس العالم، ودخل بإحداهما التاريخ، حين أفضت المشاركة الثانية في 2014 بالبرازيل (الرابعة في تاريخ الكرة الجزائرية)، إلى تحقيق نتيجة تاريخية، تمثّلت في بلوغ “الخضر”، لأول مرة في التاريخ، الدور الثاني، إذ يراهن محمّد روراوة على ترك بصمة أخرى جزائرية في البرازيل بمنتخب كرة القدم، من خلال التطلّع إلى مزاحمة كبار المنتخبات على إحدى الميداليات الثلاث. عدم اقتناع رئيس الاتحادية بمشاركة رمزية في الأولمبياد، جسّده تحديد الصعود فوق منصّة التتويج هدفا رئيسيا من المشاركة، ما يزيد من حدّة الضغط على المنتخب الوطني الأولمبي الذي يفتقد إلى الخبرة والتجربة على هذا الصعيد من المنافسة. ورغم أن روراوة لم يحدّد معدن الميدالية التي يريدها في ري ودي جانيرو، إلاّ أنه يراهن على إمكانية إعادة نفس إنجاز المنتخبين الإفريقيين، نيجيريا والكامرون، حين توّجا بذهب دورتي أطلنطا 1996 وسيدني 2000 على التوالي، خاصة وأن رئيس الاتحادية يعتزم وضع المنتخب الأولمبي، الذي يقوده المدرّب السويسري بيار أندري شورمان، في أفضل الظروف وجعله يستفيد من كل مزايا المنتخب الأول، حتى يتسنى له تحقيق الهدف في ري ودي جانيرو. وسيكون المنتخب الوطني، الذي سيخطف الأضواء في الصائفة المقبلة، مثلما جعل أعين كل الجزائريين تترقبّه في كل مبارياته في دورة السينغال، مدعّما بعناصر من المنتخب الأول، على غرار لاعب الوسط الدفاعي نبيل بن طالب والمدافع المحوري رامي بن سبعيني، بينما سيكون بمقدور المنتخب الأولمبي، على ضوء قوانين المشاركة في مسابقة كرة القدم للألعاب الأولمبية، الاستفادة من خدمات ثلاثة لاعبين ممن تفوق أعمارهم ال23 عاما، ما يفتح المجال لمشاركة ياسين براهيمي ورياض محرز وإسلام سليماني، كون هذا الثلاثي هو خيار المدرّب الوطني للمنتخب الأولمبي بيار أمدري شورمان. وعلى اعتبار أن كل منتخب مشارك في الأولمبياد مطالب بإرسال قائمة تضم 18 لاعبا فقط، فإن المنتخب الأولمبي الحالي سيشهد غياب نصف تعداده على الأقل في دورة ريو دي جانيرو، قياسا بالتدعيمات النوعية المقررة، ما يجعل عشرة لاعبين على الأكثر من المنتخب الحالي قادرين على التواجد في الأولمبياد، وهم لاعبون تألقوا بشكل لافت للانتباه في دورة السينغال، على غرار الحارس صالحي والمدافعين فرحاني وبلغيث وعبد اللاّوي وكنيش، ولاعبي الوسط من طراز شيتة ومزيان ودراوي وبن خمّاسة والمهاجمين فرحات ودرفلو، وبدرجة أقل حدوش وأمقران.